يثق فيه فقد رحمه وشاطره المال1.

ومنذ هذا الانتصار على الحليفين أخذ بداة نجد يدقون أبواب الحجاز، وما لبث أن أطاعت عتبته وأطرافه، فلما كان الموسم قدم سعود أميرا للحاج في عهد أبيه عبد العزيز فأباح له الشريف أن يأتي عرفة للوقوف دون أن يدخل مكة للطواف2 وذلك بحجة أن الحج إنما هو عرفة فلا يتهم الشريف بأنه منع سعودا عن أداء الفريضة، فأتى سعود عرفة، ولكنه أضمرها لخصمه وأذاع اتهامه بأنه يصده عن البيت.

وصرع عبد العزيز بعد وفاة الشيخ الإمام بثماني سنوات بيد متطوع شيعي يسمى عليا أغراه وزير الترك في بغداد بمال وعيش رغد له ولأهله من بعده يدوم بدوام الدولة العثمانية.

وذهب الرجل إلى الدرعية في ثياب ناسك وأظهر أنه راغب في مذهب التوحيد، وكان داهية فصيحا جذابا فلما اطمأن له الناس وملكهم الإعجاب بخلابته ومظهره وتفانيه انقض على فريسته فأرداه.

ففي يوم الجمعة وكان الأول من رجب لسنة 1220 هـ أقدم الآثم على غدرته فاستل خنجره وانسل بين صفوف المصلين وأغمده في الأمير فخر من فوره صريعا. وانهال أهل الدرعية على الغادر فقطعوه إربا إربا. ثم طار الخبر إلى بغداد فبلغها بعد شهر، فوفى الوزير لأهله بما وعدهم من مال3. ثم جرت الأحداث فلم تدم العثمانية ولم يدم العطاء!

وتولى سعود بعد مصرع أبيه إمرة نجد والأطراف، وفي سنة 1222 هـ. وبعد عامين من ولايته سار إلى الحج في جيش جرار من مائة وعشرين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015