تدخل في طاعة نجد أو المعاندة لها حتى يتخذها ردءا له، فعقد حلفا مع بعض بني خالد على مهاجمة الملك النجدي الجديد؛ الشريف من جهة الحجاز والخوالد من الجهة المقابلة، ونصب الشريف أخاه أميرا على الجيش وسيره إلى مكان يقال له تربة وأمره أن يقيم فيه حتى يفد عليه بعسكر آخر يقوده.

وخرج سعود بن عبد العزيز ليرد عسكر الشريف عن بلاده، ولكنه رأى أن يتريث فلا يهاجمه وقدم طلائع من خمسة وعشرين رجلا فنَزلوا حصنا صغيرا كالقصر يقال له الأشيقر، فحمل القائد الحجازي على الحصن ورماه بالمدافع فرمته الحامية من أعلى الحصن بالبندق، وما زال الطرفان يتراميان حتى وهن عسير الحجاز وانكسر فسقطت هيبة الأمير من النفوس حينما أعجزه أن يتغلب على قصر تحميه طليعة من عدد قليل1.

وأسرع الشريف غالب لنجدة أخيه ثم أخذ يبالغ في الحملة على القصر بالمدافع والرجال فلم يستطع التغلب على حاميته وفقد من عسكره وذخيرته كثيرا فارتد هو الآخر عاجزا، وبقيت في قلبه حسرة الانكسار من ضعف التدبير وضياع الأمل عمرا طويلا2.

فلما انكسر الشريف هذه الكسرة الخاذلة تركه حلفاؤه وحالفوا آخرين على حرب سعود، فمال سعود على الحلف الجديد بجيشه تقتيلا وتشريدا، ثم اندفع يسوق فلولهم بخيله ورجله، فانهزمت جموع البوادي وكثر القتلى والجرحى والأسرى وغنم سعود في معاركه معهم غنائم لا تحصى، ومات من رؤسائهم من مات وفر من فر إلى العراق. ولجأت فلول المنكسرين إلى سعود تطلب الأمان فأمن من وثق فيه ورد له ماله، وأما من لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015