إلى البصرة بعد كربلاء بأربع سنوات فغزاها بنفسه في جند من أربعين ألفا وغزا في طريقه أطراف الكويت ثم رجع إلى الدرعية.
وأعاد سعود الكرة على البصرة بعد ست سنوات في عشرين ألفا، وكانت هذه الكرة عرضا بينما كان راجعا من أطراف السماوة، ولأمر ما لم يدخلها سعود، وقد قيل إنه ارتد عنها لاستبسال أهلها فمنعوه من دخولها، ولعله آثر أن يعود بجنده قويا سليما1.
واستمر سعود يضيق السبل في أطراف الشام والعراق. ثم ابتدأ دور الرجوع عن الأطراف إذ مات سعود ونشطت تركيا لرد الغزاة عن ولاياتها وانتقاص أطرافها2.
إلى الحرمين:
وكان الحرمان الشريفان تحت أشراف من بني حسن منذ زمن بعيد يتوارثون إمارتهما. وفي سنة 1205 هـ قبل موت ابن عبد الوهاب بعام واحد -وكان قد مضى على أحدهم في الولاية أربع سنوات وكان اسمه غالب- حدث أن لجأ قوم من العرب إلى الشريف غالب هربوا من الأمير عبد العزيز حين غزاهم لأنهم نقضوا عهدا كانوا قد عقدوه معه فبدأ الشريف غالب يعد العدة لمقاتلة السعوديين ونجدة اللاجئين.
ولم يكن ذلك من الشريف إلا حين رأى نجدا كلها قد دانت لآل سعود، ثم بدأت الأطراف تدين، فخاف أن تعتدي السعودية على الحرمين فتنتقص الحجاز من أطرافه أو تبتلعه كله، فأخذ يستميل القبائل التي لم