الحرب1. وكان الأمير الحاضر هو محمد بن سعود الذي ينتهي نسبه إلى بكر بن وائل من ربيعة، وهو نسب يلتقي في ذروته العليا بأحمد بن حنبل الإمام.
وقد ذكره النسابون منه إلى ربيعة في عدد كبير من الآباء أقربها له أنه ابن سعود بن محمد بن مقرن بن عمر بن فيصل بن أحمد بن سعدان، وكان أبوه سعود وجده محمد واليين على الدرعية من قبله.
ووقعت عين ابن عبد الوهاب وبصيرته على محمد هذا لا لما كان عليه من المقدرة والسعة في الرزق والزروع والنخيل والأنعام، بل لما كان عليه من السخاء وحب الخير. وقد عرف من سخائه أنه كان يسد عن الغارم دينه ويعطي صداق الزوجات ومهور الأزواج من بيت ماله - كما كان يفعل عمر بن عبد العزيز2 -ويضمن من النفقة الزوجية ما يقصر عنه الأزواج.
وكان محمد بن سعود ذا رأي في سياسة قومه وذا دين في خاصة نفسه. أما في السياسة فقد أبطل عصبية الجاهلية في الزواج، وزوج الأكفاء من غير تقيد بالنسب وحده، وكانت هذه إحدى التهم التي ارتدت عنه. وكان يهدف بالتزويج المبكر إلى إقامة السنة التي قضت بهذه الحكمة في الزواج على الفساد وأكثرت النسل وقاربت بالمصاهرة بين المتباعدين.
وربما رأى ببصيرته وفهمه غلظة البداوة في أهل ولايته -ومن بدا جفا- فكان يتألف الشارد ويطفئ الفتن ويحارب الخداع والحقد.