ووكل شيوخ نجد إلى حاكم الأحساء والقطيف وقطر وأطراف عليا من نجد أن يطلب إلى حاكم العيينة أن يجلي محمد بن عبد الوهاب من بلده، أو يمنع تجار العيينة من الطواف في كل بلد تنالهم يده فيه، وتهدد أموال عثمان نفسه وتجارته، وكان في مال ومنعة وجند كثيف مطيع.

وبلغ الطلب عثمان بن معمر فوقع في حيرة بين متعته بجنده وماله وبين حبه لِضَيْفِهِ، ثم ارتكب أخف المحظورين فأبدى رغبته لضيفه في أن يخرج عن العيينة إلى أي بلد شاء، فرضخ الشيخ للأمر، وخرج إلى الدرعية وهو عالم بما انطوى عليه قلب صاحبه الحاكم، فرغب إليه أن يظل على إيمانه وأن يكتمه بين جنبيه حتى يحكم الله بما يريد1.

ولم تغب متابعة ابن معمر لمذهب التوحيد وإيمانه به عن عيون أهل العيينة فتربصوا به وقتلوه غيلة، فجرحوا بقتله داعية الإصلاح في مذهبه وأهله إذ كان ابن معمر تميميا، فجعل ابن عبد الوهاب يتهددهم وينذرهم من مهجره الجديد، وكان كلما بلغهم عنه تهديد ووعيد طارت قلوبهم شعاعا، وما فتؤوا يصيبون أنفسهم ويخربون بيوتهم بأيديهم.

فانصرفوا عن الغرس والزرع والكسب فرارا بأنفسهم وخوفا عليها، ثم هربوا بأموالهم في قرى نجد وغير نجد، ثم أتى السيف والنفي عليهم ولم يبق منهم بقية إلا كما بقيت ثمود2.

في الدرعية:

وموضع الدرعية كان اسمه الوادي، فلما عمر بالبيوت والسكان وقامت عليه إمارة قوية أطلق عليه اسم الدرعية تشبيها بالقميص أو درع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015