وامتدت قوة الإمامة وبقيت آثارها في أبناء الشيخ وأحفاده فلم يسيروا على غير الجادة، ومن ثم طلب فيصل بن تركي في السعودية الثانية مكان الإمامة مع مقام الإمارة. ومع أنه لم يخرج بالدعوة عن نجد والأحساء وعمان وقطر وعسير مسالمة للأتراك فإنه أدنى منه حفيد الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن فكان في الدولة في المكان الذي يليه1.
وعني الإمام فيصل بمظهر التواضع وإشاعة العدل وكفالة الأيتام وإعادة الطمأنينة للقلوب ونشر الأمن، فاستمتعت نجد والبلاد التي امتد إليها ملكه - وهي أرض السعودية الأولى ما عدا الحجاز - بالهدوء والرخاء.
وفيما بين سنة 1259 هـ وسنة 1281 هـ التي تولى فيصل فيها الإمامة والإمارة وهي مدة تربو على عشرين عاما خضعت قبائل وبلاد شتى، وما لم يدخل تحت رايته وظله أدى إليه ضريبة الخضوع. أما مذهب التوحيد فقد ظفر ظفرا كبيرا ودخل فيه الناس أفواجا2.
ولم يقف معظم الأمراء بعيدا عن العلم وتحصيله أو الدعوة والجهاد في سبيلها، بل اجتمعوا على نصرتها، ومن لم يكن له حظ واسع من العلم كان له حظ واسع من الجهاد، فكان لهم جميعا سواعد قوية في نصرة مذهب التوحيد.
تهافت الخصوم:
ولقد كان لاجتماع شيوخ الموحدين والأمراء السعوديين على الوفاء للعهود ونصرة التوحيد أهداف تحققت وآثار بقيت. ومهما اجتمعت نواحي