الشتم والسب على الناس، فشكا الرجل أميره إلى الإمام الذي أمر بإحضار أمير المسلمين. ومثل الأمير وخصمه بين يدي الشيخ وأقر الأمير بذنبه وأبدى رغبته بأن يفدي الشتم بالمال فأبى الشاكي، فما كان من محمد بن عبد الوهاب إلا أن نال الأمير بعصا التأديب1.
ولم ينكسر طوق العدالة في أيام السعودية الأولى وفي حياة الإمام ومن بعد موته حتى انتهت بعبد الله بن سعود، ومرت أيامها عدالة ومساواة برغم ما أصيبت به دولتهم بحروب طاحنة من قبائل الجزيرة ومن الغرباء.
وانفتحت أبواب العلم الديني والتاريخ والأدب وشعر الحماسة فولجها الأمراء وبنوهم. ولم يقف الإمام سدا أمام أي من العلوم إلا إذا كان محظورا من الدين2.
وانتقلت الإمامة والإمارة في هذه الدولة من عبد العزيز إلى ابنه سعود فكان أكثر حظا من العلم بأصول الدين والفقه والحديث. وقد أعانه على هذا التوسع العلمي أن كان الشيخ جده لأمه، فكان الشيخ إذا ألقى دروسه على أفراد الأسرة لقي منه إقبالا أكثر، فآثره بالعناية والزيادة مما يرغب فيه3.
وألغى سعود الألقاب وبدأ بنفسه فلم يحفل بلقب الأمير فتنادى الناس فيما بينهم بالأسماء والكنى، ولم يفرق بين أمير ومأمور ورئيس ومرؤوس، ولكنه أبقى على لقب الشيخ للأئمة من أهل العلم، كما لبس من الزي ما يلبسه الناس ولم يميز نفسه عن قومه بإشارة ولا لباس4.