ولأنه لم يكن منصرفا حقا إلى أن يكون أحد أئمة الحديث1.

ومضى الأمر في الدول الإسلامية على طراز واحد أو متقارب حتى جاء محمد بن عبد الوهاب وتعاقد مع الأمراء السعوديين فأقبل كثير منهم على الإمامة مع الإمارة، ولم يأنف واحد منهم أن يتلقى دروسه ومواعظه على الشيخ وأن يبلغ في العلم والعمل والحرص على معرفة التوحيد والدعوة إليه كما حرص عليه وعرفه الإمام.

وفي السعودية الأولى بلغ عبد العزيز بن محمد بن سعود درجة الإمامة لما اتصف به في ظاهره وباطنه من التواضع والإخلاص والبعد عن زخارف العيش ورافه الملبس والمأكل، وقد تشدد في الدين ونفذ أحكامه وواصل عمل أبيه في القضاء على البدع والخرافات والمفاسد، ونشر راية التوحيد الخالص، ثم قسا كل القسوة على قطاع الطرق في البادية والعابثين بالأمن في البلاد وجعل عقوبة هؤلاء وهؤلاء في الأبدان والأموال حتى يرتدعوا2.

وقد حدثوا عن إمامته بأحاديث لم ينسب أمثالها إلا للخلفاء الأولين، فقد سلبت امرأة من أهل بريدة ذات ليل وغاب السالب، وبعد أربعة عشر عاما جاء به الأمير مكبولا وغرمه المال ونكل به أشد تنكيل. ولو وقع مثل هذا الحادث في أشد البلاد ضبطا وغاب السارق كل هذه الأعوام لغابت المعالم واطمأن السارق، ولكنها لم تغب عن الأمير الإمام بعد أن كانت المعالم القوية قد اختفت في طيات الأزمان3.

وحدث أن سب الأمير رجلا من جلاسه، وكان هو قد حرم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015