العبادة دون شريك له من مخلوقاته التي هي الكائنات، وأدلة المعرفة وأنواع العبادة مبثوثة في القرآن، ثم معرفة الدين على مراتبه من الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان، وكل مرتبة من هذه المراتب الثلاث لها أركان، ثم معرفة النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بنسبه ونبوته ورسالته التي ختمت بها الرسالات التي بدأت بأبي البشر الثاني نوح عليه السلام1.
وأما أربع القواعد - وقد ساق عليها الأدلة من القرآن - ففيها دراسته التاريخية لدعوة التوحيد حتى صار الأمر إلى ما صار إليه.
وأولها أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ كانوا يعلمون ويقرون بأن الله هو الخالق المدبر، ولكن ذلك لم يدخلهم في الإسلام حيث جانبوا تقوى الله وإخلاص العبادة له وحده.
وثانيا أنهم لم يدعوا الشركاء إلا ليقربوهم إلى الله زلفى فعد ذلك منهم شركا، فلم يقبل منهم أن يتخذوهم زلفى وشفعاء إليه.
وثالثها أن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ظهر على أناس تفرقت عباداتهم بين الملائكة والأنبياء والصالحين والكواكب والأشجار والأحجار، وقد قاتلهم الرسول جميعا إذ هم في الضلال سواء.
ورابعها أن مثل هذا الشرك قد صار إلى زماننا الأخير، بل صار أغلظ من شرك الأولين، من أنه طمس الإسلام الصحيح ومن أنه صار شركا دائما يلجأ فيه إلى الشركاء في الشدة والرخاء، بينما كان المشركون قبل الإسلام يلجؤون إلى شركائهم في السراء ويخلصون اللجوء إلى الله في الضراء.
وأما شروط الصلاة فقد أوضح أنها تسعة: الإسلام والعقل والتمييز ورفع الحدث وإزالة النجاسة وستر العورة ودخول الوقت واستقبال القبلة والنية.
وقد فصل في رسالته هذه الشروط وأوضحها وجاء بأدلتها من