كلها كان حلا لحوادث الأزمنة التي لا بد أن تكون متشابهة مهما تكررت، وليست تعاليمه غريبة عن أي زمن منها، إذ هي الأصل في تلك الحلول.
وهذا كان جوهر الدعوة أول ما جاء الإسلام، وقد رآه محمد بن عبد الوهاب جوهرها في كل مرة نسي فيها الإسلام، ولم ير غيرها صالحا للإصلاح وتسديد خطى المسلمين كلما فسد الزمان واعوج الإنسان.
الأسباب والوسائل:
ولم تهدأ فكرة الإصلاح الديني عند المسلمين يوما ما، وكانت الفكرة تعلو وتشتد كلما فسد المجتمع الإسلامي وضعف وكثرت شروره، لأن المسلمين يشعرون شعورا قويا بأن كل فساد وضعف يصيبهم فإنما مرده إلى الدين.
وقد نهض بنو تيمية في القرن السابع الهجري ينبهون المسلمين إلى ما وقعوا فيه من الانحراف عن الطريق القويم، وأخذ تقي الدين يصلي الحكام علانية تهمة المروق من الدين، ولا يرحم علماء عصره الذين ضلت طرقهم في الإرشاد والإفتاء وأهملوا هداية الناس، وكان في ذلك متبعا لإمامه أحمد الذي أنحا باللائمة على أئمة الأمصار في كتاب الصلاة لتقصيرهم في تعليم الناس.
واستنكر تقي الدين ما شاع في زمانه من العادات والطقوس المخالفة للشريعة فحث العامة حثا عنيفا على تركها.
ومع اختلاف الناس في تقدير دعوته ودعوة تلميذه ابن القيم فقد شغلتهم غارات التتر حينا وانصرف تقي الدين نفسه مع العامة إلى القتال والمدافعة باليد واللسان، وحتى لو لم تكن غارات التتر قد صادفت زمانه للقيت ثورته عنتا من