دعوة التوحيد

جوهر الدعوة

ولما درس ابن عبد الوهاب علوم الحرب الأصيلة والدخيلة وغلبت عليه النّزعة الدينية واطلع على أقوال المذاهب واعتنق مذهب الحنابلة وقصد البلدان سائحا، معلما ومتعلما1 أنعم النظر في ثلاثة أمور:

الأمر الأول: حال المسلمين وبني قومه في غرائزهم وميولهم وطبيعة قواهم وما صاروا إليه من فساد في العقائد وابتداع للطقوس.

والأمر الثاني: علاج هذه الأدواء باستخدام الغرائز والميول والمقدرات، ثم اهتدى إلى الثالث وهو الدواء، ولما كانت قد غلبت عليه النّزعة الدينية فإنه لم ير في غير استقامة الناس على الشريعة دواء ولا شفاء. وأس هذه الشريعة عقيدة التوحيد. وهي في الإسلام موجبة أن يترك الناس آلهتهم المتفرقة إلى إله واحد، إذ كل عابد يتصور إلهه عظيما وأعظم الآلهة، فكل من لا يقبل على عقيدة التوحيد مصغر لآلهته مدن لها من الأرض.. والعقل المسيطر الجبار لا يرضى أن يخضع لإله صغير محدود، بل هو في الملحدين يحاول أن يحطم فكرة غير المحدود.

فالدعوة إلى التوحيد في الإله الأعظم ذي الأسماء والصفات مكمل لعظمة الفكرة مقبول من كل عقل سديد2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015