المجالس وتشدده في أمور الدين عوضته عما نقص من علمه، وكان كأخيه حسين في الثياب والتجمل. ثم امتدت شياخته إلى أيام عبد الله بن سعود1.
وكان عهد الشيخ الإمام وابنيه أيام السعودية الأولى التي انتهت بالحرب الوهابية. فلما قامت السعودية الثانية -في زمن الفترة ما بين الأولى والثالثة التي أنشأت الدولة الحاضرة- ظهرت مكانة عبد الرحمن بن حسن وابنه عبد اللطيف بن عبد الرحمن.
وقد حفلت هذه الدولة الثانية -مع كثرة ما أصيبت به من كيد- بالتحام قوي بين الدين والسياسة والأمير والشيوخ، فقد قاد الدولة أمير إمام هو فيصل بن تركي وعاونه الشيخان عبد الرحمن وابنه، وكان عبد الرحمن إماما جليلا واسع العلم بالمنقول سعة الأئمة الأعلام، وهو الذي شرح كتاب التوحيد لجده محمد شرحا مفصلا سماه: (فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد) 2 ثم كانت نجد في عهد فيصل الإمام والشيخين ملجأ لكل مسلم يريد الإسلام الصحيح وخالص التوحيد3.
والتف حول هذا العمود من أولاد الشيخ وأحفاده آخرون من بني العمومة، ناصب بعضهم الإمام -أول عهده بالدعوة- عداوة وإيلاما، وأرادوا إخراجه من بيته باليمامة قهرا، ولكنها كانت بداية هجرة أيدته ونصرته. وقد أعانه أخوه علي ابن عبد الوهاب فنصح له بالخروج قبل أن يجتمع عليه الأعداء ليخرجوه4.
ثم التف حول الإمام وبنيه أربعة من بني عمه القريب المسمى حسين، ناصروا الإمام على أخيهم عبد الله بن حسين الذي تولى مدافعة الإمام