التخييلات والتلبيسات وذهب بالنفوس إلى الخرافات والضلالات، ولكن نزعته مالت إلى أمور الدين فأرخت سترا على ما عداها من غير أن يكون ما وراء الستر كله محرما أو مكروها.
صفاته ومناقبه:
ويصف المؤرخون محمد بن عبد الوهاب بالحفظ والذكاء وحدة الفهم وما إلى ذلك من الصفات التي تتوفر في كثير من أئمة الدين والعلم، ولكنها لا تؤهلهم لأن يقودوا حركة ثورية ناجحة كما قاد حركته محمد بن عبد الوهاب.
والأولى أن يكون أول ما يوصف به أنه رجل بليغ واضح قوي التأثير مقل من الكلام مكثر من العمل، وكان في كل ما رسم وسار من خطوط وخطوات قدوة لغيره، من غير أن يكون مملولا كالمكثرين من الأقوال المقلين من الأعمال.
ويعرف إيجازه وبلاغته في كل ما تركه من كتابات واضحة زيدت عليها من بعده تفصيلات تضرب الأمثلة وتنصر الأدلة لا شروح تفسر الغوامض كما حدث لكتاب التوحيد.
وقد وصف بأنه رجل متواضع مجامل غير مترفع، ولكن كان لتواضعه شأن في علمه وسياسته ظهر فيهما بأجلى وضوع أما في العلم فكان استخفاؤه من التظاهر بعلمه على خلق الأئمة الأولين.
وأما في السياسة فإنه حين انتصر وفازت مبادئه لم يطمع فيعتدي وينتهب سلطان ذوي السلطان وينفرد به، وقد كان متاحا له في يسر أن يصل إلى مثل ذلك ما دامت الدعوة قد استجاب لها جحفل جرار من