الإسلام، فإن فكرته تكون فد بلغت غاية الصواب وخطوته قد بلغت غاية السداد1.
وفي غيبة علماء الأمصار عن محاربة البدع والخرافات لانصرافهم إلى الدنيا وتمرغهم في أبهة المناصب ومتابعة أهواء الحكام والمحكومين رجع محمد بن عبد الوهاب إلى نجد آخذا على نفسه أن يتفرغ لدعوة الإصلاح بمحاربة البدع والعقائد الفاسدة وإخلاص التوحيد لله2.
ولم تكن النّزعة الدينية التي نزع إليها لتغض من شأن العلوم التي حصلها ولكنه جعلها أدوات ووسائل للفهم والإدراك وتمييز الخطأ من الصواب والحق من الباطل، وليس يجوز أن يتهم بقصر النظر أو الجمود.
ولو كان أتباعه من بعده -ككل أتباع المذاهب- قد حاربوا العلوم المدنية حينا ثم لم يجدوا دليلا يظاهرهم على هذه الحرب فألقوا السلاح، فإن التهم التي كيلت للوهابية من أتباع النّزعة العقلية التي كانت بعد جمال الدين لم يلحق ابن عبد الوهاب ولا الوهابية السليمة شيء منها وهم من هذه التهم براء3.
وإن لم بكن ذلك فما قيمة الاجتهاد الذي فتحت الوهابية بابه ودعا إليه شيخهم النجدي وألح في الدعوة إليه؟! ولم يسمع أحد منه دعوة إلى نبذ علم من العلوم سوى ما رفضه أهل السنة مما ذهب بالعقول إلى