لم يكن كالوهابيين فإنه لم يخرج عما أراده ابن عبد الوهاب من النور الذي يبدد الظلمات.
ثم كانت في الشرق كله دعوة جمال الدين الأفغاني، وهي إن لم تكن وليدة الوهابية فإن الوهابية مهدت لها وشجعت النفوس. وكذلك كانت الأفغانية في تفاصيلها غير الوهابية ولكنها في طبيعتها لم تخرج عنها، بل رجعت مثلها إلى عوالي الدين وانحصرت في إطار الفكر السامي للإسلام.
ومن بعد جمال الدين قام تلميذه محمد عبده ومن حوله تعاليم ابن عبد الوهاب تملأ الجو فنبهته إلى الرجوع إلى بداية الإسلام، ثم أداه اجتهاده إلى أن يسير في طريق ابن عبد الوهاب فيحارب البدع وفساد العقيدة ثم يفتح باب الاجتهاد ويحل الفكر من التقليد والجمود في دائرة المعارف السلفية، وعمل على إصلاح الأساليب الغريبة في التحرير، ثم كان من دعاة التأليف بين الحاكم والمحكوم فللحاكم الطاعة وللمحكومين العدالة، ولا يسود المجتمع إلا بهما1.
وفي اليمن ظهر أعلم أئمته الإمام الشوكاني المولود في سنة 1172 هـ والمتوفى سنة 1250 هـ فكانت حياته في إثر الدعوة الوهابية واشتعالها فسار على نهج التوحيد الخالص وإن لم يتلقه عن ابن عبد الوهاب2.
وأما في إفريقية الغربية فقد قامت حركات للإصلاح تأثرت بالفكر الوهابي وبما تأثر به المذهب من مدرسة ابن تيمية وابن القيم، وكان منها حركة الإصلاح التي قام بها عثمان بن محمد بن فودي حيث أسس نهضة دينية في القرن الهجري الثالث عشر وهو القرن الذي اشتدت فيه حركة التوحيد، وبلغت آثار الوهابية إلى نيجريا.