وقد صنف ابن فودي نحوا من نيف وعشرين كتابا كان منها كتاب "إحياء السنة وإخماد البدعة" وقد أوجب هذا المصلح في كتابه هذا فصل الآراء الدخيلة على الإسلام عن آرائه الأصيلة فسلك طريقا ميسرة واضحة، فبين للناس حقيقة السنة وباطل البدعة في كل باب من أبواب الفقه كاشفا عن الأصل الذي هو السنة وما طرأ عليه من الابتداع1.
وبانتشار المبادئ التي قامت بالدعوة إليها هذه الحركات الإصلاحية نشط زعماء المذهب السلفي في بلاد الأمة الإسلامية كلها في آسيا وإفريقية.
وقد لقيت كل هذه الحركات اضطهادا وعنادا من المسلمين ومن أعدائهم، ولكنها ما لبثت أن انتصرت وقامت عليها دول وأشباه لها من قوة الرأي وسداد الحكم وحسن السلوك.
وقد امتاز بعض هذه الدعوات بامتشاق الحسام، وذلك من شدة تأثيره وامتلاكه للنفوس والتقائه بالأقوياء الذين استطاعوا أن يبسطوا أيديهم لنصرة الحق وتأييد الدين، بل ربما كان السلاح أحيانا نوعا من الرفق إذا ما حصل به الداعي نصرا للحق وإزهاقا للباطل2.
ولم تنته بعد آمال النفوس في أن ينتصر الدين وينتصر أهله حتى يعود للمسلمين ما كانوا فيه من قوة ومنعة، وليس بعد الإسلام من دين تحق له النصرة، وليس بعد إسعاده للناس من يد تمتد للخير والنفع والإسعاد، لكل العباد.