الأنصار، وكل ذلك على صفحة، وعلى الصفحة الأخرى إرادة وتصميم وحكمة من قائد حكيم.
وفي طريقه إلى المعركة التقى به رجال تبعوه ثم تفرقوا، فلم يبال بأحد غير من خرجوا معه من الكويت من آله ومن حلفائه، ثم جعل يختار منهم كلما تقدم، فيتقدم معه قوم قليلون ويتأخر عنه قوم كثيرون، حتى وقف في الرياض ليلا على قصر الأمير.
وعند الصباح خرج الأمير من قصره إلى مصرعه واستبسل عبد العزيز ورجاله فأزاحوا حرس القصر عن موقفهم.
وما كاد النهار ينتصف حتى أذن المؤذن أن الحكم لله ثم لعبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل، فسمع الناس وأطاعوا وقامت السعودية الثالثة على ساعد شجاع ذي دين كانت شجاعته ودينه ضمانا جديدا للفوز ودوام الانتصار1.
غفلة الظلم:
وفيما قاله المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي بألفاظه كشف لحقيقة من الحقائق التي عاشها، وكانت السعودية الأولى في ظل مذهب التوحيد يظن أنها ذهبت معه ولن يعودا، ولكنها عادت وعاد المذهب، ولم يذهب إلا الظلم عاضا على نابيه حسرة وندما.
قال الجبرتي: "وفي سابع ذي الحجة الحرام من سنه 1233 هـ وردت البشرى من شرقي الحجاز بكتاب من أمير ينبع أن إبراهيم باشا استولى على الدرعية والوهابية، فسر الباشا الكبير -محمد علي- لهذا الخبر سرورا عظيما وانجلى عنه القلق والضجر وأنعم على من بشر بالخبر.