الأوزاعي وصارت اليمامة تعلم بيروت1.

فهل يا ترى كان هذا الذي حدث من جديد ومن محمد بن عبد الوهاب وعلماء اليمامة ميراثا باقيا في البادية منذ ذلك العهد القديم؟ لئن كانت وراثة هذا المجد قد بقيت راسخة قي إقليم اليمامة فقد نبتت من بذرتها دوحة مجد طارف من دوحة مجد تليد!

الشجاعة والدين:

ومع الوراثة كانت الشجاعة والدين في رجال الإصلاح من شيوخ وأمراء وأتباع من أسباب دوام النصر والظفر لدعوة التوحيد وتجريده من شوائه، وكذلك كان للعلم واليقظة، كما كان للجهل والغفلة اللذين اتصف بهما الخصوم، وكل اثنين من هذه الصفات: الشجاعة والدين ثم العلم واليقظة ثم الجهل والغفلة -كل اثنين منهما صديقان لا يفترقان.

وليس يطرد نجاح كل اثنين من هؤلاء الإخوة أو يطرد إخفاقهما، ولكنها في تقدير البشر ضمانات النجاح في الصفات الأربع الأولى وضمانات الانخذال في الأخيرين، وكان عدم الاطراد لأن من وراء كل ذلك حكمة الله فقد تكون سرا يجري على حسبها القدر من غير أن تكون أمرا منظورا.

وقد اتصف بالشجاعة والدين والعلم واليقظة -بعد صاحب الدعوة- أمراء كانوا كالعقد النظيم تتساوى حباته في جواهرها وأوزانها، وكان أمراء السعودية الأولى كلهم من هذه الحبات فلم ينَ ِواحد منهم أن ينصر الدين مهما كلفته نصرته وأن يصبر للأذى والانكسار حتى لو اقتحموا بأرواحهم الأوار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015