سمع ثعلب من الإمام أحمد شعرا أملاه أحمد عليه، وروى في شأنه ثعلب قال: كنت أحب أن أرى أحمد بن حنبل فصرت إليه فرأيت رجلا كأن النار توقد بين عينيه، فسلمت عليه فرد وقال: من الرجل؟ قلت: ثعلب. قال: ما الذي تطلب من العلم؟ قلت: القوافي والشعر ونحو العربية، ولقد وددت أني قلت غير ذلك -فلعله رأى الإمام قد تغير- فقال أحمد: اكتب، ثم أملي علي:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ... ولا أن ما تخفي عليه يغيب
لهونا عن الأيام حتى تتابعتْ ... ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى ... ويأذن في توباتنا فنتوب1
وهكذا ضرب أحمد بن حنبل لمعلم عصره مثل الشعر الذي يجب أن يستمليه وأن يعلمه. وقد تأثر ثعلب فكان له شعر في الباب الذي علمه إياه الإمام يقول فيه:
رب ريح لأناس عصفت ... ثم ما إن لبثت أن ركدت
وكذاك الدهر في أفعاله ... قدم زلت وأخرى ثبتت
وترى الأيام من عاداتها ... أنها مفسدة ما أصلحت
ثم تأتيك مقادير لها ... فترى مصلحة ما أفسدت2
وأوصى محمد بن عبد الوهاب أن يتعلم المتعلمون جميعا السير والتاريخ إذ لا غنى عنها لأمير أو معلم أو فقيه أو متعظ. ثم أوصى بإيثار علوم