اليوس في (شرح الكبرى)، و (شرح الحِكَم) لابن عباد، وكتاب (جمع الفضائل وقمع الرذائل)، وكتاب (مصايد الشيطان)، وغير ذلك".
وأعلن مروق السلطان العثماني وواليه، أي باشا مصر وحاكمها.
إلا أن الأخبار ستتابع بعد ذلك، وتزداد قناعته، ويتأكد إنحيازه باتضاح سلامة موقفهم المديني، وانطباق سلوكهم على قولهم، ثم بقتالهم ضد عسكر السلطنة الذين يبغضهم الجبرتي أشد البغض، ثم بدخول محمد علي المعركة ضدهم، وهو الذي ناصبه الجبرتي العداء، لما رآه ولمسه من خداعه ومكره وإفقاره الشعب، وعزل قياداته من طبقة الجبرتي، وسيتحول الجبرتي إلى أقوى داعية للسعوديين في القاهرة، وإن كانت المصادر غير متاحة -كما قلنا- لمعرفة مدى انتشار فكرة الوهابية بين المصريين المثقفين، إلا أن موقف الشعب المصري واحتفاءه بالأسرى الوهابيين، بل وكون مصر البلد الإسلامي الذي يضم أكبر عدد من الناس يحملون اسم "عبد الوهاب" بل "محمد عبد الوهاب" كل هذا يدل على أنه إذا لم يكن للوهابيين دعاية نشطة في مصر، أو أن الظروف لم تسمح لهذه الدعاية بالانتشار والتجذر، فعلى الأقل كانت دعاية خصومهم عاجزة كل العجز عن الوصول إلى عقلية الجماهير خلال حرب دامية دامت 8 سنوات، ثم متقطعة لربع قرن، فما زادت المصرين إلا حبًّا في الوهابية والسعوديين (?).