وندعو الناس إلى إقامة الصلوات في الجماعات على الوجه المشروع، وإيتاء الزكاة وصيام شهر رمضان وحج بيت الله، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41].

فهذا هو الذي نعتقده وندين الله به، فمن عمل بذلك فهو أخونا المسلم له ما لنا وعليه ما علينا، ونعتقد أيضًا أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - المتبعين للسنة لا يجتمعون على ضلالة، وأنه لا تزال طائفة من أمته على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك".

يقول الأستاذ أحمد رائف:

أثبت الجبرتي منشور الأعداء ليس في أوراقه الخاصة، أو يومياته فحسب، بل وفي تاريخه الذي وضعه بعد ما هُزِم الوهابيون، فهو أثبته إذن عن اقتناع وإيمان.

وكيف لا يتأثر الجبرتي بهذه المفاهيم التي يعرف صحتها وصدق استلهامها من روح الإسلام وأحكامه؟ وكيف لا يُعْجَبُ بدعاتها، وهو يعيش في عالم مخيف تتحكم فيه عناصر بلا عقيدة، وتستمتع بإهدار العرف والشريعة؟

ولو اكتفى الجبرتي بإثبات نص النشور في كتابه المعد للتداول في دولة الباشا المحارب للوهابين، لكفاه فخرًا، وشهادة له بالأمانة التاريخية، والشجاعة الأدبية التي نفتقر إليها اليوم، ولكن نرى الجبرتي، وقد تكونت لديه صورة واضحة للموقف يسجل لأول مرة رأيه بصراحة معلقًا على المنشور بقوله:

"أقول: إن كان الحال كذلك، فهذا ما ندين الله به نحن أيضاً، وهو خلاصة لباب التوحيد، وما علينا من المارقين والمتعصبين، وقد بسط الكلامَ في ذلك ابنُ القيم في كتابه "إغاثة اللهفان"، والحافظ المقريزي في "تجريد التوحيد"، والإمام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015