وقد كان لهذه الدعوة الجديدة كل المزايا التي تؤهلها للسيادة والانتشار، وتجعل كل من يسمع بها مؤهلًا لاعتناقها لاقترابها من فطرته واتفاقها مع صحيح الدين الذي لا يناقض الفكر والعقل، ولكن كانت هناك دعاية ضخمة مغرضة تختلق القصص عن هؤلاء الدعاة الجدد، وتنشر أفكارًا لمعاداتهم في بلاد لا توجد فيها طريقة مثلى لنقل الأخبار إلا عن طريق المسافرين والقوافل، حيث تتضخم القصص عند تكرارها وإعادتها مع التعديل فيها مرة بعد مرة.

ولعل الوثيقة التي قرأناها آنفًا والتي سلموها للحجاج المغاربة يبينون فيها وجهة نظرهم، هي الإِعلام الوحيد الذي استطاعوا تقديمه للعالم آنذاك.

ناهيك عن أعدائهم وما يملكون من أدوات للحرب الإعلامية تتمثل في الصحف التي تطبع في مصر والشام والعراق وأحيانًا في الحجاز وفي الآستانة وأيضًا باللغات الأوروبية المختلفة في العواصم المختلفة، وكلها موجهة ضد السعوديين وضد أفكارهم الجديدة التي يستهدفون منها نهضة العالم الإسلامي من جديد.

لم يكن لدى السعودين إعلام مكافئ:

كان من عوامل ضعفهم، أنهم لا يملكون ناصية الكلام يتحدثون به إلى العالم ليشرحوا وجهة نظرهم وما يريدون، في وقت كان أعداؤهم فيه يملكون كل وسائل الكلام آنذاك، فليست لديهم الأداة لنقل أفكارهم إلى العالم الذي يتربص بهم، ويستعدى عليهم جماهير المسلمين في كل بقاع الأرض آنذاك.

وقد أحدث هذا سحبًا سوداء كثيفة من الدعاية المغرضة ضدهم، أساسها أحاديث مختلقة وقصص لا أصل لها وقسوة خيالية في التعامل مع أعدائهم، وأنهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015