ويروي عبد الرزاق في مصنفه أن
ابن عباس كان قاضيًا لابن الزبير بمكة, إلا أن العلاقة بينهما تعكرت, وقد وردت عدة روايات تدل على مظاهر تردي العلاقة بين الاثنين, وإن كانت في مجموعها لا تخرج عن نطاق المناقشات الحادة (?). ونظرًا لتوافق ابن عباس مع محمد ابن الحنفية في رفض بيعة ابن الزبير وتنامي خطر الأخير, فقد انتهى الأمر بخروج ابن عباس إلى الطائف, وبقى هناك إلى أن توفى (?) , وكان ابن عباس يثني على ابن الزبير, فعندما ذكر عنده قال ابن عباس: قارئ لكتاب الله, عفيف في الإسلام, أبوه الزبير, وأمه أسماء, وجده أبو بكر, وعمته خديجة, وخالته عائشة, وجدته صفية (?).
ج- ابن الحنفية وبيعة ابن الزبير:
كان المبدأ الذي صرح به ابن الحنفية بعد وفاة يزيد ألا يبايع أحدًا إلا في حالة اجتماع الناس عليه (?) , لم يحاول ابن الزبير في بداية الأمر إكراه ابن الحنفية على البيعة, ولم يستمر ابن الزبير في سياسته اللينة مع ابن الحنفية, فبعد أن علا شأن ابن الزبير وجاءته بيعة الأمصار, وكادت الأمة تجتمع عليه, أحس أن الوقت قد حان لأن يبايع ابن الحنفية بناء على وعده, فعاود الكرة مرة أخرى, ودعاه إلى البيعة سنة 65هـ, ولكن ابن الحنفية أبى أن يبايع, فلجأ ابن الزبير إلى حبسه في الشعب (?) ,, ويبدو أن الزبير تخوف من دعوة المختار بن أبي عبيد الثقفي بالكوفة, فقد كان المختار من أشد المدافعين عن ابن الزبير أيام حوصر في مكة سنة 64هـ من قبل جيش الحصين بن نمير السكوني, وكان المختار -بالإضافة إلى شجاعته وجرأته- يتمتع بمكر ودهاء كبيرين, ويحمل بين جنبيه