وكان له تأثيره على الناس, فامتناعه عن البيعة يجعل البعض يقتدي به ويتخذ الموقف نفسه, ومما يزيد من تأثيره السلبي على حركة ابن الزبير أن ابن عمر كان يجبر من له طاعة عليهم أن يتخذوا الموقف نفسه الذي يتخذه ومع كل ذلك فلم يكن ابن عمر يشكل خطرًا حقيقيًا على ابن الزبير؛ فهو لم يكن ذا طموح للخلافة, كما أنه لا يملك أتباعًا يستطيع أن يواجه بهم ابن الزبير كما هو الحال عند محمد ابن الحنفية (?).
ب- ابن عباس وبيعة ابن الزبير:
كان ابن عباس يختلف عن ابن عمر في مواقفه إزاء الفتن التي جرت في عصره, حيث خاض فيها وشهد مع علي صراعه ضد خصومه في موقعتي الجمل وصفين, ولما جاء الأمويون للحكم واستخلف معاوية يزيد بادر ابن عباس إلى بيعته, والتزم بها, ولم يعرف أنه أيد ابن الزبير الذي رفض البيعة, وفي الوقت نفسه لم يعلن عداءه لابن الزبير, وبدأت العلاقة بين الاثنين تدخل طورًا جديدًا بعد وفاة يزيد بن معاوية, حيث بويع ابن الزبير بالخلافة سنة 64هـ, وعندما طلب ابن الزبير من محمد ابن الحنفية وابن عباس المبايعة قالا: حتى تجتمع لك البلاد ويتسق لك الناس (?) , ووعداه بعدم إظهار الخلاف له (?). لم يحاول ابن الزبير في بداية الأمر إجبارهما على البيعة, وبدأت العلاقة بين ابن الزبير وابن عباس في تحسن, نلمس ذلك في العديد من الروايات التي تدلل على شعور ابن عباس تجاه ابن الزبير, والمتمثل في تأييده لبعض مواقفه (?) , أو في الثناء المباشر عليه (?) ,