الصاحب زين الدين أحمد بن محمد المصري المعروف بأبن حناء في مجاورته سنة إحدى وسبعمائة وفيها أزال أيضا بدعة العروة الوثقى من الكعبة قلت ولعل هذه الجزعة المشار إليها بقول أبن عبد ربه على ترس المحراب
يعني بجدار القبلة فضة ثابتة غليظة في وسطها مرآة مربعة ذكر أنها كانت لعائشة رضي الله عنه ثم فوقه أزرار رخام فيه نقوش تحتها صفائح ذهب مثمنة فيها جزعة مثل جمجمة الصبي الصغير مسمرة ثم تحتها إلى الأرض أزار رخام مخلق بخلوق فيه الوتد الذي كان صلى الله عليه وسلم يتوكأ عليه في المحراب الأوّل اه وقد وسع المحراب القبلي عما كان عليه وزيد في طوله وتغير عن محله بعد الحريق الثاني وأبدل الصندوق الذي كان أمام المصلى النبوي واللوح الذي كان في قبلته بدعامة فيها محراب مرخم مرتفع يسيرا عن أرض حوض المصلى الشريف ووسع الحوض المذكور يسيرا على يد متولي العمارة الشمس بن الزمن فمن تحرى في القيام محاذاة هذا المحراب كان المصلى الشريف عن يمينه لما سبق عن الأحياء وغيره فينبغي تحري طرف الحوض المذكور الذي يلي المنبر فقد ذرعت ما بين محل المنبر الأصلي وبين الطرف المذكور فكان أربعة عشر ذراعا وشبرا كما حرره أبن زبالة