ولذا قال النوويّ في مناسكه وفي الأحياء أنه يعني المصلى يجعل عمود المنبر حذاء منكبه الأيمن ويستقبل السارية التي إلى جانبها الصندوق وتكون الدائرة التي في قبلة المسجد بين عينيه فذلك موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم اه واستقبال السارية بأن يجعلها تلقاء جهة يمينه فيقف في طرف حوض المصلى مما يلي الأسطوانة المذكورة لما سبق من قول أبن زبالة عن غير واحد وإذا عدلت عنها قليلا ودعلت الجزعة بين عينيك الخ وقد أتضح لنا محل المنبر الأصلي شبه حوض من حجر كما سيأتي في جانبيه من المشرق والمغرب فرضتان منقورتان في الحجر بهما آثار الرصاص بحيث لا يخفي على من أحاط علما بأوصاف المنبر القديم إنهما محل عمودية الذين كان بأعلاهما رمانتا كانا محكمين بالرصاص في تلك الفرضتين فقمت في طرف المصلى الشريف الذي يلي المنبر وأقمت في الفرضة التي تلي الروضة عمودا فكان ذلك في محاذاة يميني وأما التعريف بالجزعة والدائرة فإنما كان ذلك قبل الحريق الأول كما قال المطري لأن اللوح الخشب الذي جعل في قبلة الصندوق بعد الحريق المذكور يحجب عن مشاهدة ما في المحراب القبلي قال وكان يحصل بتلك الجزعة فتنة كبيرة يجتمع إليها النساء والرجال ويقال هذه خرزة فاطمة الزهراء فتقف المرأة لصاحبتها حتى ترقى على ظهرها وكتفيها حتى تصل إليها فربما وقعتا وانكشفت العورة فأمر بقلعها