لا ينزع حجر إلا وضع مكانه حجرا قال المطري وكان الحائط القبلي يعني الأول محاذيا لمصلى النبي صلى الله عليه وسلم لما ورد أن الواقف في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم تكون رمانة المنبر الشريف حذو منكبه الأيمن فقام النبي صلى الله عليه وسلم لم يغير بالاتفاق وكذلك المنبر لم يؤخر عن منصبه الأول وإنما جعل هذا الصندوق الذي قبلة مصلى النبي صلى الله عليه وسلم سترة بين المقام وبين الأسطوانات انتهى وتوهم الأقشهريّ أن الصندوق المذكور في موضع مصلى النبي صلى الله عليه وسلم وأن موقف الإمام اليوم خلفه وهو غلط كما أوضحناه في الأصل وقد قال محمد بن يحيي صاحب مالك وجدنا ذرع ما بين مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان بعهده إلى جدار القبلة اليوم الذي فيه المحراب عشرين ذراعا وربعا وهذه هي الزيادة التي زيدت بعد النبي صلى الله عليه وسلم اه قال الزين المراغي وقد اعتبرته من وجه مصلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى جدار القبلة فكان كذلك وبه يظهر أن المصلى الشريف لم يغير عن مكانه وأن الصندوق إنما جعل في مكان الجدار الأول انتهى وقد اعتبرت ما ذكره من جدار القبلة قبل هدمه إلى طرف صندوق السترة الذي يلي المصلى هناك فكان ذلك إحدى وعشرين ذراعا ونصفا وربعا يرجح قيراطا وأتضح لنا من شهود اللبن القديم الذي أخرج من الحجرة ومن مشاهدة عرض جدارها أن عرض الجدار كان ذراعا ونصفا راجحا فإذا أسقط كان الباقي عشرين ذراعا وربعا ووضع الصندوق هناك من الأمر القديم كما سبق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015