الحديث السادس
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((غدوة في سبيل الله أو روحة خيرٌ من الدنيا وما فيها)) .
تقدَّم الكلام على هذين الحديثين في الحديث الثاني، والمراد تسهيل أمر الدنيا وتعظيم أمر الجهاد، وبالله التوفيق.
* * *
الحديث السابع
عن أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين، وذكر قصة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قتل قتيلاً له عليه بينة فله سَلَبُه)) ، قالها ثلاثًا.
قوله: "وذكر قصة" هي ما روى البخاري ومسلم عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين، فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل علي فضمَّني ضمَّة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت، فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله، ثم إن الناس رجعوا وجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((مَن قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه)) ، فقمت فقلت: مَن يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال: ((مَن قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه)) ، فقمت فقلت: مَن يشهد لي؟ ثم جلس، ثم قال الثالثة فقمت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما لك يا أبا قتادة؟)) ، فاقتصصت عليه القصة، فقال رجل: صدق يا رسول الله، وسلبه