((وتوكَّل اللهُ)) في رواية: ((وتكفَّل الله)) والمعنى واحد وهو عبارة عن تحقيق هذا الموعود من الله - سبحانه وتعالى.
وفي هذا الحديث استعمال التمثيل في الأحكام، وأن الأعمال الصالحة لا تستلزم الثواب لأعيانها وإنما يحصل بالنية الخالصة، وبالله التوفيق.
* * *
الحديث الرابع
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من مكلوم يُكلَم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي، اللون لون الدم، والريح ريح المسك)) .
(المكلوم) : المجروح، و (الكلم) : الجرح.
قوله: ((إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي)) في رواية: ((تكون يوم القيامة كهيئتها إذ طعنت تفجر دمًا)) .
قوله: ((اللون لون الدم والريح ريح المسك)) قال العلماء: الحكمة في بعثه كذلك أن يكون معه شاهد بفضيلته ببذله نفسه في طاعة الله - تعالى - وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في شهداء أحد: ((زمِّلوهم بدمائهم)) ، والله أعلم.
* * *
الحديث الخامس
عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((غدوة في سبيل الله أو روحة خيرٌ ممَّا طلعت عليه الشمس وغربت)) .
* * *