كنف أَبِيه ولازم من شيخ الْإِسْلَام صنع الله بن جَعْفَر الْمُفْتِي ثمَّ درس إِلَى أَن وصل إِلَى الْمدرسَة السليمانية وَولي مِنْهَا قَضَاء ينكى شهر فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَألف ثمَّ ولي قَضَاء مَكَّة المشرفة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقدم إِلَى دمشق وَبَعْدَمَا عزل وردهَا قَافِلًا وَأقَام بهَا مُدَّة وَتوجه إِلَى الْقُدس لزيارة معاهدها فاعترضه قطاع الطَّرِيق قريب الْمنية وَأخذُوا لَهُ بعض أَسبَاب فَعَاد إِلَى دمشق وَلم يحصل على الزِّيَارَة وَكَانَت مُدَّة إِقَامَته بِدِمَشْق مختلطا بأدبائها مُقبلا عَلَيْهِم وَله لديهم منائج وَلَهُم فِيهِ مدائح فَمنهمْ الشاهيني فَإِنَّهُ مدحه بقصيدة حَسَنَة فِي أسلوبها ومستهلها
(اقتضبنا المديح وَهُوَ عَزِيز ... حَيْثُ معنى النسيب لَيْسَ يجوز)
(ونظمنا من الْكَلَام عقودا ... در مَعْنَاهُ فِي النهى مكنوز)
(ونسجنا من القريض برودا ... طرزها لَا يزينه التطريز)
(ورغبنا عَن كل مدح مشوب ... بنسيب فمدحنا إبريز)
(واجتبينا من بَين كل الموَالِي ... أوحدا يملك العلى ويحوز)
(عَالما كل مَا يحوز لَدَيْهِ ... هُوَ شرع وَغَيره لَا يجوز)
(حَاز ضدين فِي الْكَلَام فَمَعْنَى ... مسهب وَاسع وَلَفظ وجيز)
(قد أذلّ الصعاب من كل معنى ... فلذاك اسْمه الْكَرِيم الْعَزِيز)
(لم يعزز بثالث فِي نداه ... بعزيز لحاتم تعزيز)
(لَيْلَة الْقدر لَيْلَة فِي حماه ... قد تقضت ويومه نوروز)
(هجر الْمَنْع فِي الْكَلَام فمهما ... رام نطقا فَمَنعه تَنْجِيز)
(كل أوصافك الحسان العوالي ... عوذ تحفظ العلى وحروز)
(أَي نفس غَدَتْ من الْخَيْر صفرا ... تِلْكَ نفس بطوعكم لَا تفوز)
(فإليك الَّتِي تحاول كُفؤًا ... وَلها عَن حمى سواك نشوز)
(كل معنى يجْرِي بأبلغ وَجه ... فَهُوَ عقد لمدحكم محروز)
(قد نماها من ابْن شاهين باز ... عَلمته صيد القوافي بؤز)
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن يُوسُف الكريمي فَإِنَّهُ قَالَ فِيهِ قصيدة جَيِّدَة أَو ردتها برمتها اللطافة نسيجها وسلاسة تغزلها ومطلعها
(من لقلب مَا بَين سمر وبيض ... من قوام لدن وطرف مَرِيض)
(من لمن صادم الْهوى من نصير ... فإليه إِذا سَطَا تفويضي)