(فِي ثغره الدّرّ منظوماً فيا لَك من ... ثغر شنيب يُرِيك الدّرّ منتظماً)

(جلّ الَّذِي صاغه بَدْرًا على غُصْن ... على كثيب بأبداه لنا صنما)

(لم يكسه الْحسن ثوبا من مطارفه ... إِلَّا كسا جَسَدِي من عشقه سقماً)

وَقَوله من أُخْرَى مستهلها

(عاذل فِي الغرام مهلا فقلبي ... حَملته الأحباب مَا لَا يُطيق)

(كَيفَ يصغي إِلَى اللوائم صب ... فِي حشاه من الْفِرَاق حريق)

(سلبته اللواحظ البابليات ... وأردى بِهِ القوام الرشيق)

(وسباه أغن أحوى رداح ... ينشد الْعِشْق حسنه المعشوق)

(قد كَفاهُ عَن المهند لحظ ... وَعَن الرمْح قدة الممشوق)

(روض خديه جنَّة لَاحَ فِيهَا ... جلنار وسوسن وشقيق)

(وَله مبسم يضيء سناه ... عَن شنيب حَكَاهُ درنسيق)

وَكَانَت وَفَاته بالشحر فِي سنة خمس وَعشْرين وَألف وَقد عمر طَويلا

عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد وَتقدم تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة ابْن عَمه أَحْمد بن صَالح العلمي الْقُدسِي ابْن الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى مُحَمَّد العلمي الْأُسْتَاذ الشهير كَانَ مَعَ وَالِده بِدِمَشْق لما كَانَ قاطنا بهَا واستخلفه أَبوهُ بعد الْألف وَكَانَ يجلس فِي حلقه الذّكر وَحده أَو مَعَ أَبِيه وَهُوَ غض الحداثة بارع الْحسن وَعَلِيهِ وقار الْأَشْيَاخ وَلما حج وَالِده فِي سنة إِحْدَى عشرَة بعد الْألف حج مَعَه وجاور أَبوهُ وَرجع هُوَ ثمَّ رَجَعَ أَبوهُ فِي السّنة الثَّانِيَة وَلم يلبثا بِدِمَشْق بل رحلا إِلَى بَيت الْمُقَدّس وتوطنا بهَا وَتُوفِّي عبد الصَّمد فِي حَيَاة وَالِده وَكَانَت وَفَاته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَألف رَحمَه الله تَعَالَى

عبد الْعَزِيز بن حسام الدّين الْمَعْرُوف بقره حَلَبِيّ زَاده الرُّومِي أحد مفتي التخت العثماني وَهُوَ من بَيت كَبِير فِي الرّوم أسلافه كلهم صُدُور أجلاء وَكَانَ هُوَ من كبار الْعلمَاء حسن الأرومة طيب الْعرق عذب الشمايل عالي الْقدر كثير التنعم والترفه وَكَانَ مثريا جدا وَله خيرات ومبرات كَثِيرَة خُصُوصا بِمَدِينَة بروسه وَكَانَ معتنيا بالتآليف وَله من الْآثَار المرغوية كتاب الألغاز فِي فقه الْحَنَفِيَّة وَألف تَارِيخا مُخْتَصرا وَآخر مطبولا فِي الدولة العثمانية كِلَاهُمَا بالتركية يحتويان على ضروب من حسن الْإِنْشَاء والترصيع وجعلهما برسم خزانَة السُّلْطَان مُرَاد وَكَانَ ينظم الشّعْر التركي وَله إنْشَاء مشتعذب وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من مشاهير عُلَمَاء الرّوم نَشأ فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015