(زارني فِي الدجى فَكَانَ كبدر ... التم قد لَاحَ فِي اللَّيَالِي الْبيض)
(شادن لَو يُقَابل الشَّمْس والبدر ... لكانا فِي رُتْبَة المستفيض)
(سلب الْعقل والفؤاد وخلاني ... لهجرانه الطَّوِيل العريض)
(فنهاري نَهَار منتظر فِيهِ وليلى ... لَا ذقت ليل الْمَرِيض)
(عاقني عَن شكايتي مَا أُلَاقِي ... عَن سوى مدحك امْتنَاع القريض)
(سنَن النسيب كُنَّا نرَاهَا ... سَقَطت لاشتغالنا بالفروض)
(هُوَ مولى سما السماكين فضلا ... وعداه من الثرى فِي حضيض)
(وانجلت عِنْد فَضله مشكلات ... للمعاني فمالها من غموض)
(قَوْله فِي الْعُلُوم يرْوى صَحِيحا ... وسواه بِصِيغَة التمريض)
(جمعت ذَاته المكارم حَتَّى ... مَالهَا غير كَفه من مفيض)
(وَاسْتحق الْعليا فَإِن أصف الْغَيْر ... بعليا يكن بِهِ تعريضي)
(قعدت حاسدوه عَن شأ وعلياه ... قصورا فمالها من نهوض)
(وابتني فِي ذرى العلى غرف الْمجد ... وماذا الْبناء بالمنقوض)
(جاد طبعا فَعنده اللوم فِي الْجُود ... كحث عَلَيْهِ أَو تحريض)
(رام لَو شاطر العميد لذيذ النّوم ... لَو كَانَ مُمكن التَّبْعِيض)
(مَا عَزِيز بِمصْر عنْدك يلفي ... بعزيز بل إِنَّه كالنقيض)
(فالعزيز الَّذِي يعز بِهِ الْغَيْر ... كمولاي مِنْهُ عزقر يضي)
(غرر فاقت الثريا نظاما ... فَهِيَ تزري بِكُل روض أريض)
(وقواف كَأَنَّهَا الشهب لاحت ... فِي سما الْمَدْح من بروج الْعرُوض)
(هِيَ لي بنت لَيْلَة وَهِي ترضي ... من قبُول بمهرها الْمَقْبُوض)
(مَالهَا غير أَن تبقى رَجَاء ... هَل لصافي الْحَيَاة من تعويض)
(خاطري أَو جز المديح ولولاك ... لما جَاءَ برقه بالوميض)
(لَك عِنْدِي مدى الزَّمَان ثَنَاء ... وثناء عددته من فروضي)
ثمَّ سَافر إِلَى الرّوم وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ ولي قَضَاء قسطنطينية فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَكَانَ السُّلْطَان مُرَاد سَافر فِي أَيَّام قَضَاءَهُ إِلَى أدرنة فأشيع عَنهُ فِي قَضَائِهِ بعض أُمُور ونما خَبَرهَا إِلَى السُّلْطَان فَعَزله ونفاه إِلَى جزير قبرس وَبَقِي بهَا مُدَّة منطرحا وَذكر وَالِدي رَحمَه الله تَعَالَى أَنه وقف لَهُ على قصيدة بالتركية يتظلم فِيهَا الْوُلَاة الْأَمر