(كَيفَ السلو عَن الْأَحِبَّة بَعْدَمَا ... دارت عَليّ من الصبابة أكؤس)
(نقل الصِّبَا نشر الحبيب وحبذا ... نشربه ريح الصِّبَا تتنفس)
(آها وَلَا يجدي التأوه والأسى ... فالصبر أجمل والتحمل أَكيس)
وَقَوله أَيْضا
(جاد الْغَمَام مراتع الغزلان ... ومرابع الرشا الأغن الغاني)
(وسرى عَلَيْهَا كل أسحم هاطل ... غدق يسح بوابل هتان)
(يحيى ربوعا طالما لعبت بهَا الغيد ... الحسان نواعس الأجفان)
(من كل فاتنة اللحاظ إِذا رنت ... سلبت بِسحر اللحظ كل جنان)
(فَكَأَنَّهَا الأقمار تطلع فِي دجى ... ليل من المسترسل الغثيان)
(وكأنما تِلْكَ القدود إِذا انْثَنَتْ ... قضب تمايل فِي ربى الكثبان)
(وبمهجتي خشف أغن مهفهف ... أصمي فُؤَادِي إذر نافر ماني)
(ظَبْي من الْأَعْرَاب فِي وجناته ... قوت الْقُلُوب وسلوة الأحزان)
(بِاللَّه مَا طالعت طلعة وَجهه ... إِلَّا ورحت براحة النشوان)
(مَاء الشبيبة فَوق ورد خدوده ... يجْرِي على متلهب النيرَان)
(ذَابَتْ عَلَيْهِ حشاشتي وجدابه ... وصبابة وجفا الْكرَى أجفان)
(لم أنس أَيَّام التواصل واللقا ... والشمل مُجْتَمع بوادي البان)
(ومنادمي من قد هويت وبيننا الصّرْف ... الْكُمَيْت تدار فِي الأدنان)
(شمس مطالعها سعود كؤسها ... بَين الندامى فِي بروج تهاني)
(فِي رَوْضَة مفروشة أرجاؤها ... بالورد والمنثور وَالريحَان)
(يتراقص الندماء من طرب بهَا ... بتراجع النغمات والعيدان)
(لم لَا يواصلنا السرُور وَنحن فِي ... الفردوس بَين الْحور والولدان)
وَقَوله من قصيدة أُخْرَى مطْلعهَا
(أشتاق من سَاكِني ذَاك الْحمى خيما ... لأَجلهَا زَاد شوقي فِي الحشا ونما)
(ولاعج الشوق والتبريح من كمد ... أجْرى من الْعين مَعًا يخجل الديما)
(مَا جن ليلِي إِلَّا بت من كلف ... أرعى النُّجُوم بِطرف يستهل دَمًا)
(لَوْلَا هوى شادن فِي الْقلب مرتعه ... مَا اشْتقت وَادي النقا واليان والعلما)
(نَفسِي الْفِدَاء لظبي وَجهه قمر ... وبرجه فِي سما قلبِي العميد سما)
(يصمي فُؤَادِي بنبل من لواحظه ... عَن قَوس حَاجِبه مهما رنا وَرمى)