(هيا بِنَا فالطير صَاح مغرّدا ... مَا إِن يُقَاس لَدَى الورى بمغرّد)
(وَالرَّوْض مدّمن القرنفل للندى ... كاسات در فِي زنود زبرجد)
وَقَالَ فِي القرنفل المشرب بخمرة
(وزهر قرنفل فِي الرَّوْض يحْكى ... قُصُور دم على صفحات مَاء)
(رأى وجنات من أَهْوى فأغضى ... فَبَان بِوَجْهِهِ أثر الْحيَاء)
وَقد تطفلت على هَؤُلَاءِ السَّادة بِهَذَا الْمَقْطُوع فَقلت
(وافى القرنفل معجباً ... فِينَا بمنظره الأنيق)
(يُبْدِي زنود زبرجد ... حملت تروساً من عقيق)
وَهَذَا مَا وصل إليّ من التشابيه الَّتِي قيلت فِي القرنفل وَإِن ظَفرت بِشَيْء زَائِد يصلح للإلحاق ألحقته فِي الْهَامِش بِمَشِيئَة الله تَعَالَى وإذنه وقرأت بِخَط السَّيِّد أَنه كَانَ أَصَابَهُ رمد فنظم فِيهِ قَوْله
(مذ رأى عَيْني وَقد رمدت ... لون خدّيه من الْأَلَم)
(رام يبكيها ورقّ لَهَا ... فاتقته من دم بِدَم)
قلت لقد أبدع فِي النَّقْل من قَول الْمَأْمُون لما طلب الدُّخُول على بوران بنت الْحسن ابْن سهل فدافعوه لعذر بهَا فَلم ينْدَفع فَلَمَّا زفت إِلَيْهِ وجدهَا حَائِضًا فَتَركهَا فَلَمَّا قعد للنَّاس من الْغَد دخل عَلَيْهِ أَحْمد بن يُوسُف الْكَاتِب وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هُنَاكَ الله بِمَا أخذت من الْأَمر بِالْيمن وَالْبركَة وَشدَّة الْحَرَكَة وَالظفر بالمعركة فَأَنْشد الْمَأْمُون
(فَارس مَاض بحربته ... صَادِق بالطعن فِي الظُّلم)
(رام أَن يدمي فريسته ... فاتقته من دم بِدَم)
وَهُوَ من لطيف الْكِنَايَات وَنَقله ألطف وَاتفقَ لصَاحب التَّرْجَمَة أَنه رأى نَفسه فِي عَالم الخيال هُوَ وَبَعض أدباء دمشق فِي روض فاقترح عَلَيْهِ نظم بَيْتَيْنِ من الْغَزل فنظم هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وانتبه وَهُوَ ينشدهما وهما
(جَاءَ الحبيب بطيبه ... ونأى الرَّقِيب بِكُل واشي)
(الْمَتْن لَا تهوى سواهُ ... ودع معاناة الْحَوَاشِي)
وأوقفني شقيقه فِي الْفضل وَالْأَدب سيد السادات بِالشَّام السَّيِّد عبد الْكَرِيم النَّقِيب حرس الله وجوده من الْغَيْر وَجعل سيرته أحسن السّير على قِطْعَة نظمها يذكر فِيهَا الندماء وأرباب الْغناء من الْمَشَاهِير فَذَكرتهَا مُشِيرا لتعريف من