ذكره فِي أثْنَاء النّظم على طَرِيق الِاخْتِصَار وَأَنا جازم إِن شَاءَ الله تَعَالَى بعد توفيتي هَذَا الْكتاب على أَن أشرحها شرحاً مفصلا لما فِيهَا من الْفَائِدَة فَإِنَّهَا وَحدهَا عبارَة عَن طَبَقَات هَؤُلَاءِ وَالْحَاجة عِنْد اللطفاء ماسة إِلَى معرفتهم والاطلاع عَلَيْهِم والقطعة هِيَ هَذِه

(كلما جدّد الشجى ادكاره ... ازعج الشوق قلبه واستطاره)

(لَيْت شعري أَيْن اسْتَقل عَن اللَّهْو ... بنوه وَكَيف أخلوا مزاره)

(بَعْدَمَا راوحتهم صفوة الْعَيْش ... ونالوا وفْق الْهوى أوطاره)

(وجروا فِي مطارد الْأنس طلقاً ... واجتلوا من زمانهم أبكاره)

(بَين كاس وروضة وغدير ... وَسَمَاع وَلَذَّة وغضاره)

(أَيْن حلوا فعشب ومقيل ... أَو أناخوا فوردة وبهاره)

(من مليك زفت بِحَضْرَتِهِ الكاس ... قيان يعزفن خلف الستاره)

(ووزير يرقد بَات يسترق اللَّذَّات ... وَهنا وَاللَّيْل مرخ إزَاره)

(وأمير ممنطق بنداماه ... وكاس الطلا لديهم مَدَاره)

(كم فَتى من بني أُميَّة أَمْسَى ... وخيول الْهوى بِهِ مستطاره)

(كيزيد وشأنه مَعَ أبي قيس ... وَمَا قد عراه فِي عماره)

أَبُو قيس قرد يزِيد كَانَ ينادمه فَكَانَ إِذا رَآهُ قَالَ شيخ من بني إِسْرَائِيل أَصَابَته خَطِيئَة فمسخه الله تَعَالَى فَصَارَ قرداً وَله مَعَه أَخْبَار وَله يَقُول

(نديمي أَبُو قيس أخف مُؤنَة ... وأحلم مَا غَابَ حلم المنادم)

وَعمارَة أُخْت الْغَرِيض وَكَانَت من أحسن النَّاس وَجها وغناء أخذت الْغناء عَن أَخِيهَا وَعَن ابْن سُرَيج وَابْن مُحرز وليزيد فِيهَا خبر طَوِيل وفيهَا يَقُول بعض فتيَان الْمَدِينَة

(لَو تمنيت مَا اشْتهيت لكَانَتْ ... غَايَة النَّفس فِي الْهوى عماره)

(بِأبي وَجههَا الْجَمِيل الَّذِي يزْدَاد ... حسنا وبهجةً ونضاره)

(ونداماه كَابْن جعدة والأخطل ... إِذْ عاقراه صفوا عقاره)

ابْن جعدة هُوَ قدامَة بن جعدة بن هُبَيْرَة الخزرجي من ندمائه والأخطل هُوَ الشَّاعِر الْمَشْهُور النَّصْرَانِي

(وَقضى لَيْلَة مَعَ ابْن زِيَاد ... وقتيب بن مُسلم ونهاره)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015