(رعى الله مِنْهُ عَاشِقًا متقنعاً ... بزهر حكى فِي الْحسن خدّ مؤنسه)

(وَإِن هَب خفاق النسيم بنفحه ... حكت عرفه طيبا يَفِي بتأنسه)

قَالَ وَكنت من أَعمال الْفِكر فِي عدَّة تماثيل أصفه بهَا تكون من هَذَا الزهر على حَالَة تحْشر لَهَا النَّفس بتحريك نَازع الاقتدار وَتصرف عَنْهَا الخاطر كبارًا لِأَن أكون فاتح هَذَا الْبَاب من غير وَطْأَة ثَابِتَة فِي اسْمه ومنتهاه حَتَّى رَأَيْت فِي ذكر معزاه مَا ترى فَقلت فِيهِ عدّة مقاطيع مِنْهَا

(وجنّى من القرنفل يُبْدِي ... لَك عرفا من نشره بابتسام)

(فَوق سوق كَأَنَّهَا من أَبَارِيق ... الحميا مساكب للمدام)

(وسدت فَوْقهَا السقاة خدوداً ... داميات مِنْهَا مَكَان الْفِدَام)

وَمِنْهَا

(قُم بِنَا يَا نديم فالطير غرّد ... لمدام كؤوسه تتوقد)

(فلدينا قرنفل قد نماه ... جبل الْفَتْح نشره قد تصعد)

(بَين سوق عوج الرّقاب لطاف ... شَعرَات من لينها تتجعد)

وَمِنْهَا

(أهْدى لنا الرَّوْض من قرنفله ... عبير مسك لَدَيْهِ مغتوت)

(كَأَنَّمَا سوقه وَمَا حملت ... من حسن زهر بالطيب منعوت)

(صوالج من زبرجد خرطت ... لَهَا الغوادي كرات ياقوت)

وَمِنْهَا

(أرى زهر القرنفل قد جلته ... قدود ترجحن بِهِ قيام)

(أخال لَو أَنَّهَا أَعْنَاق طير ... نهضن بِهِ لَقلت هِيَ النعام)

(توقد زهرَة جمرا لدينا ... وَتلك لَهَا من الْجَمْر التقام)

وَمِنْهَا فِي الْأَبْيَض مِنْهُ من أَبْيَات

(مَا ترى ناصع القرنفل وافى ... بتحايا الشميم بَين الزهور)

(قضب من زبرجد حاملات ... قطعا فَككت من الكافور)

هَذَا مَا وجدته مَنْقُولًا عَنهُ وَرَأَيْت فِي شعر من تقدمه تَشْبِيه الْمُسْتَعْمل فَمن اسْتَعْملهُ من المدركين أَبُو مُفْلِح البيلوني الْحلَبِي فِي مَقْصُورَة لَهُ مُقَدّمَة التَّارِيخ حَيْثُ قَالَ

(قرنفل الرَّوْض شفَاه ضمهَا ... لعسا لكَي يلثم ناشقادنا)

وَاسْتعْمل قبله الْكَمَال مُحَمَّد بن أبي اللطف الْمَقْدِسِي الْمُتَوفَّى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَألف فِي قَوْله

(حكى القرنفل محمراً على قضب ... خضر لَهَا صَار بالتفضيل منعوتا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015