(صَحَّ عِنْدِي فِي بَيت آل حَبِيبِي ... ثمَّ آل الصدّيق قَول حبيب)
(كل شعب حلوا بِهِ حَيْثُ كَانُوا ... فَهُوَ شعبي وَشعب كل أديب)
(أنّ قلبِي لَهُم لكالكبد الحرّا ... وقلبي لغَيرهم كالقلوب)
والبيتان الأخيران لأبي تَمام فِي مدح سُلَيْمَان وأخيه الْحسن ابْني وهب لَكِن تصرف فيهمَا بعض تصرف وَالَّذِي حمله على تضمينهما مَا قَالَه ابْن خلكان عَن بعض الأفاضل أَنه لما سمع هذَيْن الْبَيْتَيْنِ قَالَ لَو كَانَا فِي آل رَسُول الله
كَانَ أليق فَمَا يسْتَحق ذَلِك القَوْل إِلَّا هم وَله فِي الْغَزل وَهُوَ حسن
(أضحى هلالاً مذ تعذر بدرنا ... ثمَّ التحى فمحا الْهلَال محاق)
(عهدي بلام الخد خطا فانثنت ... وَلها بجملة وَجهه استغراق)
وَله
(لَا تعذلوني فِي غرامي بِهِ ... وَفِي سقامي من تجافيه)
(فإنني من مُنْذُ أبصرته ... علمت أَنِّي ميت فِيهِ)
وَكتب إِلَيْهِ الأديب مُحَمَّد بن محيي الدّين الْحَادِي الصَّيْدَاوِيُّ قصيدة من نظمه أَرَادَ مُرَاجعَته بهَا فوصلته وَهُوَ مَرِيض فَكتب إِلَيْهِ
(قد أَتَانِي مِنْك القريض وفكري ... من مدى السقم فِي الطَّوِيل العريض)
(وَأَرَدْت الْجَواب بالنظم فِي الْحَال ... فحال الجريض دون القريض)
الجريض الغصة من الجرض وَهُوَ الرِّيق يغص بِهِ والقريض الشّعْر وَحَال الجريض مثل قَالَه شوشن الْكلابِي حِين مَنعه أَبوهُ من الشّعْر فَمَرض حزنا حَتَّى أشرف على الْهَلَاك فَأذن لَهُ أَبوهُ فِي قَول الشّعْر فَقَالَ هَذَا القَوْل وَكتب إِلَى البوريني وَكَانَ أَعَارَهُ مجموعاً
(مولَايَ مجموعاي عنْدك دَائِما ... فاحفظهما وَلَك الْبَقَاء السرمد)
(فاقر الَّذِي لَا يَسْتَطِيع تجلداً ... بتعطف واقرا الَّذِي يتجلد)
فَكتب إِلَيْهِ
(الْقلب مني لَا مزِيد عَلَيْهِ فِي ... أبوابكم ملقى وربي يشْهد)
(مجموعكم مولَايَ عِنْدِي لم يزل ... وسط الْفُؤَاد بِعَين قلبِي يشْهد)
وَله غير ذَلِك وَذكره البوريني فِي تَارِيخه وَلم يوفه حَقه وَذكره وَالِدي فَأطَال فِي تَرْجَمته وأطاب كَيفَ وَهُوَ أحد مشايخه الَّذين افتخر بهم وتميز بالانتماء إِلَيْهِم وَقد تمثل فِي حَقه بقول بعض الأدباء