(حَلِيف العلى نجل الحسام الْمُهَذّب الَّذِي ... عزمه مَا زَالَ أمضى من النصل)

(وَمن أشرقت شهباؤنا بِعُلُومِهِ ... وزحزح عَنْهَا ظلمَة الظُّلم وَالْجهل)

(حباك ببيتي سودد بل بدرّتي ... فحار على أهل المآثر وَالْفضل)

ثمَّ نقل من قَضَاء حلب إِلَى قَضَاء الشَّام وقدمها فِي منتصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَألف وَله فِيهَا مآثر مَا زَالَت تتداولها الشفاه وتتناقلها الروَاة وَلما وردهَا صَحبه البديعي الْمَذْكُور فصيره نَائِبا بالمحكمة العونية وَكَانَ فِي خدمته أَيْضا الأديب الْفَائِق الْمَشْهُور مصطفى بن عُثْمَان الْمَعْرُوف بالبابي وَهُوَ الْقَائِل فِيهِ من قصيدة مستهلها

(هُوَ الشوق حَتَّى يَسْتَوِي الْقرب والبعد ... وَصدق الوفا حَتَّى كانّ القلى ودّ)

يَقُول من جُمْلَتهَا فِي مدحه

(همام تناجينا مخايل عزمه ... بأنّ إِلَيْهِ يرجع الْحل وَالْعقد)

(وأنّ على أعتابه تقصر العلى ... وأنّ إِلَى آرائه يَنْتَهِي الْجد)

(هَمت راحتاه للعدا وعفاته ... فَمن هَذِه سم وَمن هَذِه شهد)

(من الْقَوْم قد صانوا حمى حوزة العلى ... طريفاً وصانتهم معاليهم التلد)

(هُنَالك ألْقى رَحْله الْبَأْس والندى ... وَألقى عَصا التسيار واستوطن الْمجد)

(حديقة فضل لَا يصوّح نبتها ... ونهر عَطاء مَا لسائله رد)

(ورقة أَخْلَاق يسير بهَا الصِّبَا ... وبأس لَهُ ترى فرائسها الْأسد)

(قطفنا جنى جدواه جينا وَلم يزل ... علينا لَهُ ظلّ من السّير ممتد)

(وَغَابَ وَعِنْدِي من أياديه شَاهد ... وواعجبا من أَيْن لي بعْدهَا عِنْد)

(وآب فلاد ورد البشاشة ناضب ... لَدَيْهِ وَلَا بَاب المكارم منسد)

(فيا أوبة ذَابَتْ لَهَا كبد النَّوَى ... لأَنْت برغم الْبعد فِي كَبِدِي برد)

(وَفَاء بِلَا وعد من الدَّهْر حَيْثُ لم ... يكن قبل قسطنطينة باللقا وعد)

(أروض اللقا وَالله يبقيك أخضراً ... أبن لي هَل آس نباتك أم ورد)

(هَنِيئًا بالقسطنطينة الرّوم قد قَضَت ... لبانتها واسترجع المنضل الغمد)

(أرانيه فِيهِ الله والدهر لائذ ... بأعتابه مَا الْوَفْد يزحمه الْوَفْد)

وَهِي قصيدة لَطِيفَة المسلك وَسَتَأْتِي تَتِمَّة غزلها فِي تَرْجَمَة البابي إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَت أَيَّام ابْن الحسام بالشأم شامة فِي وَجه الدَّهْر هِيَ مواسم الْأَدَاء وأعياد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015