(اذبدت فِي غلالة النِّيَّة وَالْعجب ... وَبرد الْجلَال والجبروت)

(تتهادى فِي السرب حَتَّى إِذا مَا ... وصلت حوزتي أرتني موتِي)

(بتغاض مَعَ الْتِفَات إِلَى الدون ... ومقت وَلست بالممقوت)

(ويحها لم تحيني بَين جمعي ... لَو تحسي قُلْنَا لَهَا حييت)

(وتلاهت بالنرد فِي ذَلِك الْمجْلس ... خوف اتهامها بِالسُّكُوتِ)

(ثمَّ ولت وخلقتني أعض الْكَفّ ... مُسْتَدْرك القضا بعد فَوت)

(هِنْد قلي من التجني فلسنا ... من يرضيه فَضله مِمَّن فتيت)

(لست لأثنين أَو ثَلَاث فنأسى ... أَن تخصى بَعْضًا وبعضا تفوتي)

(أَنْت وقف على الْعباد وَمن يطْمع ... فِي الْوَقْف وَاجِب التكيت)

(أتظنين أَن لي بك شغلاً ... لي قلبِي إِن شِئْت ذَا أَو أبيتي)

(إِنَّنِي عفت بَيت حسنك مأهولاً ... فَإِنِّي وَمَا بِهِ غير بَيت)

(لَيْسَ عِنْدِي بعد احتقارك قدري ... لَك كفؤ غير الطَّلَاق البتوت)

(لَا أسوفا على جمالك أَن بدل ... قبحاً وَمر طعم الشتيت)

(غير إِنِّي أسفت أَن ضَاعَ شعري ... فِيك مكن مَا باختباري حبيتي)

(إِذْ بلائي بمبتلاك دَعَا الْفِكر ... لِأَن شاد فِيك بعض بيُوت)

(آه من صُحْبَة الْعباد وواها ... لزمان يمرّ فِي تشتيت)

(صدق الْقَائِل السَّلامَة فِي الصمت كَذَا الْخَيْر فِي لُزُوم الْبيُوت ... )

(طالما مَا قد جررت ذيل التصابي ... وتناسيت عضة التفويت)

(لَا يظنّ عَاقل بِي ميلًا ... لمليح من آنس أَو مقوت)

(رفضت نفيسي الْهوى خيفة الذل ... وَأَن تبتلي برق فليب)

(وهجرت المدام مِمَّا يُؤَدِّي لأفتضاح ... القؤول والسكيت)

(واختلاط بِغَيْر مرضِي عقل ... وانطراح مَعَ كل ذِي تنكيت)

(فَإِذا مَا ذكرت أَيَّام الْهوى ... قلت أَيَّام ذلتي لَا سقيت)

(لَذَّة الْحرفِي اكْتِسَاب الْمَعَالِي ... لَا افتراش الدمى وحسو الْكُمَيْت ... وَأَخْبرنِي فِي أَنه رأى مَا ذكره ابْن خلكان فِي تَرْجَمَة ابْن الْعَتَاهِيَة أَنه لما ترك قَول الشّعْر حَبسه الْمهْدي فِي حبس الجرائم فَلَمَّا دخله رأى كهلا حسن الْبرة وَالْوَجْه عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر فقصده وَجلسَ من غير سَلام عَلَيْهِ لما هُوَ فِيهِ من الْجزع والحيرة والفكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015