(جاب كل الْبِلَاد يحْسب أَن الْحَظ ... شَيْء يعْطى لكل غَرِيب)

وَقَالَ

(أَطَالَت وَقَالَت من تصبر يظفر ... فديتك لَكِن مدّة الْعُمر تقصر)

(فَفِي كل قطر غربَة وتشتت ... وَفِي كل عصر حرقة وتحسر)

(يخيل لي فِي كل قفراء إِنَّمَا ... بهَا الْآل أشراك الهوان فأنفر)

(أَهجر مِنْهَا حَيْثُ تستعر الْحَصَى ... وتصخب حرباء الهجير وتزفر)

(وَحَتَّى إِذا شمس الْأَصِيل تقنعت ... حداداً على فقد النَّهَار أشمر)

(فأختبط الظلماء أَحسب أَنَّهَا ... مَسَافَة خطّ بالخطا تتقصر)

(وَلَو أنّ لي مِنْك الْتِفَات مودّة ... لما كنت أطوي فِي الْبِلَاد وأنشر)

وَقَالَ مضمناً بَيت المنجكى فِي ثقيل

(عجبت من طالع الْمُحب وَمن ... سرعَة أكذاب يأسه الأملا)

(أَن زَارَهُ من يحب عَن غلط ... أناه كابوس يقظة عجلاً)

(كَأَنَّهُ طَارق الْمنون فَلَا ... حِيلَة فِي دَفعه إِذا نزلا)

(أَو الْغَرِيم الْملح فِي زمن الْعسر ... أَو الدَّاء صَادف الأجلا)

(نثيل روح يزور فِي زمن ... لَو زار فِيهِ الحبيب مَا قبلا)

(يَقُول أيه وَقد وجمت وَمن ... ينْطق أَو من يُطيق مُحْتملا)

(يسْأَل مَا تَشْتَكِي فَقلت لَهُ ... دَاء عراني فَقَالَ لَا وصلا)

(فَقلت آمين يَا مُجيب أزل ... مَا نشتكيه فَإِن يدم قتلا)

(يَا لَيْت لَو أَنه اسْتُجِيبَ لنا ... دَعوتنَا تِلْكَ وَالْمَكَان خلا)

(لم يحل بل ضَاعَ وقتنا هدرا ... وملّ منا الحبيب وارتحلا)

وَكَانَ يهوى غُلَاما فاتفق أَنه مر عَلَيْهِ والغلام يلْعَب بالنرد فِي أحد بيُوت القهوة فَلم يكترث بِهِ وتشاغل باللعب فنظم فِيهِ هَذِه الأبيات وَهِي من محاسنه

(أنكرتني ذَات السوار الصموت ... عجبا مَا لعرفتي من ثُبُوت)

(لَا بل العانبات يعددن من أمسك ... من وصلهن حَيا كمبت)

(ومريد من الغزاني وَفَاء ... منْدَل بشعرة العنكبوت)

(لَا رعى الله مهجة علقتهن ... وَلَا أسعفت بِفضل القوب)

(حقرت هِنْد ذِمَّتِي واستعاضت ... عَن صدوح الرياض بالعفريت)

(لست أنسى يومي بمجتمع اللَّهْو ... وفكري يجيد فِيهَا نعوتي)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015