(أَنا من شاد كَمَا شَاءَ ... التقى والصون ودّك)
(كم خلونا والمروءات ... وشت بردى وبردك)
(وعفاف الذيل قد طوّق ... جيد الصب زندك)
(هَكَذَا نَحن فَظن الْخَيْر ... يَا سَائل جهدك)
(أَنا من يتبع غيّ الْحبّ ... فَاتبع أَنْت رشدك)
وَقَالَ مودعاً بعض إخوانه
(حياك عهد الحبيب عهد ... أَوْطَفُ جفن السَّحَاب ورد)
(بعْدك مَا جف من جفوني ... دمع وَلم يجفهن سهد)
(كَأَنَّمَا كَانَ لليالي ... دُيُون بَين وحان وعد)
(يَا لَيْت مذ فرضت بعاداً ... سنت وداعاً غَدَاة شدوا)
(أستودع الله من جفاني ... ضَرُورَة وَهُوَ لي بودّ)
(سَار بقلبي حماه رَبِّي ... وَلم يقل كَيفَ بعد تَغْدُو)
(حداه أَنِّي أنتحي فلاح ... وقاده للنجاح رشد)
(وَمَا عَلَيْهِ بِذَاكَ عتب ... إِرَادَة الله لَا تردّ)
وَقَالَ أَيْضا
(خلياني ولوعتي ونحيبي ... لَيْسَ الإصاب بدمع صبيب)
(وابكياني فإنّ من جرح اللحظ ... قَتِيل وَمَاله من طَبِيب)
(أَي صب سمعتما علقته ... أعين الغيد فَهُوَ غير سليب)
(يَأْبَى معرضًا أُلُوف نفار ... ذَا اخْتِلَاق تعنتاً للذنوب)
(فعله كُله حبائل فتك ... قد أعدّت لصيد كل الْقُلُوب)
(تتحرى مقَاتل الصب عَيناهُ ... برشق النبال فِي التصويب)
(ذُو وقار أهابه أَن أحييه ... إِذا مَا بدا بِلَفْظ حَبِيبِي)
(فَهُوَ لم أدر جَاهِل خبر حَالي ... أم يريني تجاهلاً كمريب)
(أبدا دأبه ودأبي هَذَا ... وكلانا فِي الْحَال غير مُصِيب)
(ليته لَو أقرّ قلبِي على الْحبّ ... بِلَا رِيبَة وَوجه قطوب)
(وَإِذا شَاءَ بعد ذَاك تجنى ... لَذَّة الْحبّ غُصَّة التعذيب)
(مَا يُبَالِي من اسْتهلّ عَلَيْهِ ... من سَمَاء الغرام غيث اللغوب)