(يَا لَيْت يَوْمًا كَانَ فِيهِ ذَهَابه ... لَا كَانَ بل لَيْت النَّوَى لم يخلق)
(بل لَيْت بدر الْأُفق لم يَك طالعاً ... وَكَذَا الغزالة ليتها لم تشرق)
(كُنَّا نصول بِهِ على كبد العدا ... وَيكون ذخر للشدائد لَو بقى)
(لكنه حم القضا وتقطعت ... أَيدي الرجا مناببين موبق)
(فيحق للعيني تبْكي بعده ... بِدَم غزير لَا بدمع مُطلق)
(ويحق للقلب السَّلِيم بِأَنَّهُ ... يفنى عَلَيْهِ من الْفِرَاق المقلق)
(ويحق للدهر الخؤون بكاؤه ... ويحق للشبان شيب المفرق)
(قد كَانَ غصناً بالتهاني مورقا ... فذوي وَفَاتَ كَأَنَّهُ لم يورق)
(أَعماله كالمسك قَامَ عبيرها ... ختمت برضوان الاله المعيق)
(لما تفوي بالرضى أرخته ... قد مَاتَ قطب عَالم فِي جلق)
عبد الْحق بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْفَرد فِي زَمَانه الشَّيْخ محيى الدّين بن سيف بن علم الدّين سُلَيْمَان بن عبد الرَّزَّاق بن قيس شَاكر بن سُوَيْد بن عفيف الدّين بن سعيد بن عَليّ الهائم بن مَنْصُور الموله بن تَاج الدّين ثَوْبَان بن الْأَمِير الْكَبِير إِسْحَاق بن السُّلْطَان إِبْرَاهِيم بن الأدهم الأدهمي الْحَنْبَلِيّ الصُّوفِي القادري الْمَعْرُوف بالمرزباني كَانَ من مشاهير صوفية الشَّام لَهُ الْوَقار والهيبة وَعِنْده المام بمعارف كَثِيرَة وَكَانَ مَعَ ذَلِك أديبا يارعاً حسن المحاضرة وَله اطلَاع كثير على الْأَشْعَار والنوادر وَرَأَيْت بِخَطِّهِ مجموعاً فِيهِ كل معنى نَادِر وحكاية مستلذة وَكَانَ رَحل إِلَى الرّوم فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَألف ونال بعض جِهَات فِي الشَّام ثمَّ قدم إِلَى دمشق وَأقَام بداره بالصالحية وَكَانَ مخالطاً للأدباء وَله كرم وإيثار لَا يزَال مَجْلِسه غاصاً بِأَهْل الْأَدَب والمعرفة وَكَانَ يجْرِي بَينه وَبينهمْ محاورات وَكَانَ ينظم الشّعْر وشعره مستحسن فَمن مَشْهُور مَاله قَوْله وَكتب بِهِ إِلَى فتح الله بن النّحاس الْحلَبِي الشَّاعِر الْمَشْهُور يستدعيه إِلَى مَحَله
(أَن اغلق الْأَعْدَاء أَبْوَابهم ... عني وَلم يصغوا إِلَى نصحي)
(وزرتني يَوْمًا وَلَو سَاعَة ... فِي الدَّهْر تبغي بَينهم نحجي)
(علمت أَن الْحق من لطفه ... قد خصني بالنصر وَالْفَتْح)
(لَا زلت فِي عز مدى الدَّهْر مَا ... غردت الأطيار فِي الصُّبْح)
فَرَاجعه بقوله