(مولَايَ يَا من خصّه ربه ... بَين الورى بالنصر وَالْفَتْح)

(فِي الظّهْر وَالْعصر إِلَى بَابَكُمْ ... أسعى وَفِي الْمغرب وَالصُّبْح)

(وَكَيف لَا أسعى إِلَى بَاب من ... فِي وَجهه دَاع إِلَى النجح)

(لَا زلت من قدح العدا سالما ... وَلَا خلا زندك من قدح)

وقرأت بِخَطِّهِ هَذِه الأبيات نَسَبهَا لنَفسِهِ وَهِي

(وَلَقَد ذكرتك حِين قابلت العدا ... وَالسيف يحصدها مُهِمّ كالمنجل)

(وَالرمْح مياس كقدك طَاعن ... قلب الشجاع وكل قرن مقبل)

(والجو صَاف من العجاج كَأَنَّهُ ... ليل وَذَاكَ اللَّيْل لَيْسَ بمنجل)

(والأسد عابسة كَأَن قد راعها ... يَوْم الوغى وَالْأَمر لَيْسَ بمشكل)

(فترى الشجاع كَأَن رنة سَيْفه ... أشهى إِلَيْهِ من صفير البلبل)

(وَكَأَنَّهُ فِي رَوْضَة قد فوقت ... بشقائق وشذاه عرف قرنفل)

(وَترى الجبان كَأَنَّهُ من خَوفه ... يلوى عنان جَوَاده بتهرول)

(فهناك ناديت الْأَحِبَّة ليتهم ... نظرُوا بِعَين برحم وتعقل)

(هَل كَانَ لي فِي الْقلب غير هواهم ... بَاقٍ على طول المدى المسترسل)

(لَا وَالَّذِي خلق الْخَلَائق كلهم ... وَقضى بطول تسهدي وتململي)

(مَا خُنْت يَوْمًا عَهدهم بتغافل ... عَنْهُم وَلَا بمقال زور العذل)

وَهَذَا الأسلوب قد أَكثر فِيهِ الشُّعَرَاء قَدِيما وحديثاً وَمن جيده قَول ابْن مطروح

(وَلَقَد ذكرتك والصوارم لمع ... من حولنا والسمهرية سَطَعَ)

(وعَلى مكافحة الْعَدو فَفِي الحشا ... شوق إِلَيْك تضيق عَنهُ الأضلع)

(وَمن الصِّبَا وهلم جراشيمتي ... حفظ الوداد فَكيف عَنهُ أرجع)

وَقَول ابْن رَشِيق

(وَلَقَد ذكرتك فِي السَّفِينَة والردى ... متوقع بتلاطم الأمواج)

(والجو يهطل والرياح عواصف ... وَاللَّيْل مسود الذوائب داج)

(وعَلى السواحل اللاعادي عَسْكَر ... يتوقعون لغارة وَهياج)

(وعلت لأَصْحَاب السَّفِينَة ضجة ... وَأَنا وذكرك فِي ألذ تناجي)

وَقَول أبي السنا مَحْمُود

(وَلَقَد ذكرتك وَالسُّيُوف لوامع ... وَالْمَوْت يرقت تَحت حصن المرقب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015