(وبقلبي لواعج من شجون ... هيجتها الأطلال والْآثَار)
(أَربع كنّ للأوانس مرعى ... فَهِيَ الْآن للكوانس دَار)
(نهبتها أَيدي الروامس نهباً ... مِثْلَمَا تنهب الْعُقُول الْعقار)
(جللتها ثوب العفاء السَّوَارِي ... ومحتها الرِّيَاح والأمطار)
(طلل حلّه الأوابد لما ... نعبت فِيهِ للنوى أطيار)
(كنت والدور بالدمى آهلات ... جزعاً كَيفَ أَنْت وَهِي قفار)
(أدلجوا للسرى وَسَارُوا سرَاعًا ... وخلت أَربع لَهُم وديار)
(أوحشوا ربعهم فليت العوادي ... ساعدتهم وليتهم مَا سَارُوا)
(وتراموا بِكُل خرق مخوف ... صيخد لَا يرى بهَا سفار)
(هُوَ جلّ تتْرك العباهل صرعى ... وَبهَا للردى يخاض غمار)
(وَكَأن الْأَعْلَام إِذْ تتراآى ... شامخات الذرى غُبَار مثار)
(والفيافي كأنهن طروس ... وكأنّ الركائب الأسطار)
(ورياح الجداء فِيهِنَّ تزجى ... سفن عبس لَهَا السراب بحار)
(وكأنّ الأحداج أكمام طلع ... وَلها الْبيض والدمى أزهار)
(قاصرات عين أوانس غيد ... عَن هواهن لَيْسَ لي أقصار)
(بِفُرُوع كأنهن الدياجي ... ووجوه كَأَنَّهَا الأقمار)
(وَلكم راعني لئيم بلؤم ... هُوَ مِنْهُ سفاهة واغترار)
(كَيفَ أسلو عَن منهل طَابَ ريا ... لي مِنْهُ الْإِيرَاد والإصدار)
(وخيال ألم الركب ساه ... وكؤوس الْكرَى عَلَيْهِم تدار)
(قلت لما طوى القفار ووافى ... وأضاءت لزوره الأقطار)
(بدر أفق أنار أم لمع برق ... يتلالى أم كَوْكَب أم نَار)
(أم سليمى إِذْ جنني اللَّيْل زارت ... فغدا وَهُوَ من سناها نَهَار)
(ساورتني الأحزان واقتسمتني ... فِي هَواهَا الهموم والأكدار)
(مثل مَا اجتازت الْحَوَادِث جَاءَت ... وسطت فيّ لَا كَمَا أخْتَار)
(وكذاك الْأَيَّام تسطو بِذِي الْفضل ... وللدهر غفوة واعتذار)
(هَل مجير من حادثات اللَّيَالِي ... لَيْسَ شخص على الخطوب يجار)
(مصلت صارمي عناد وبغي ... زمن لَيْسَ مِنْهُ يدْرك ثار)