ومنشآته كَثِيرَة وَله شعر فائق مِنْهُ قَوْله من قصيدة مدح بهَا الْأَمِير مُحَمَّد بن فروخ أَمِير الْحَاج الشَّامي فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَألف يتشكى من جور الزَّمَان ويلتجي إِلَيْهِ مِمَّا نابه ومطلعها

(لأيّ كَمَال مِنْك مَالك أذكر ... وأيّ جميل من جميلك أشكر)

(جمعت كمالاً فِي سواك مفرّقاً ... وَأَنت بِهِ فَرد وجمعك أَكثر)

وَمِنْهَا وَهُوَ مَحل الشَّاهِد

(فيا أَيهَا الشهم الهزبر الَّذِي إِذا ... دَعَاهُ امْرُؤ أغناه إِذْ هُوَ مفقر)

(إليّ فَمَا لي غير سوحك منجد ... أمس بوجهي بَابه وأغفر)

(وَقد ضَاقَتْ الدُّنْيَا عليّ بأسرها ... وضقت بهَا ذرعاً وقفري مقفر)

(وَأَنت لنا غيث إِذا شح ماطر ... وماسح يرْوى الممطرين ويمطر)

(وَأَنت الَّذِي قد عَم وكف أكفه ... بِوَزْن نضار لَا بمزن يدرّر)

(وسائله نيلاً وسائله تراى ... مَقَاصِد عَمَّن رامها لَيْسَ تقصر)

(إليّ وَفرج مَا انطوى فِي جوانحي ... من الْهم حَتَّى بعد لَا أتأمر)

(فكم لَك فِي يَوْم الوغى من مفارج ... وَمن فرج فرجتها حِين تنصر)

(وَكم لَك فِي الْحجَّاج آي جميلَة ... يقصر عَنْهَا فِي منى الْفضل قَيْصر)

(وَكم لَك فِينَا أهل مَكَّة من يَد ... وَمن حَسَنَات فَضلهَا لَيْسَ يحصر)

(وماذا عَسى أحصى صفاتك والورى ... بأجمعهم عَن وصف فضلك تقصر)

وَكَانَ بَينه وَبَين عبد الْبر الْمَذْكُور مَوَدَّة وصداقة صُحْبَة زمن إِقَامَته بِمصْر وَقد أثنى عَلَيْهِ كثيرا قَالَ وَقد سَأَلَني عَن معنى بَيْتَيْنِ للنواجي وهما

(جثثت القوافي فِي طَرِيق رضائه ... بتأسيس نظم مَا نحاه خَلِيل)

(فأطنب ردف فِي الْخُرُوج بوصله ... وأوجز خصر فِي الْوَفَاء دخيل)

وضمنها قصيدة لَهُ طَوِيلَة يسْأَل فِيهَا عَن مَعْنَاهُمَا مطْلعهَا

(شُرُوح متون الْمَدْح فِيك تطول ... فَكيف مقالي وَالْمقَام طَوِيل)

(وَكَيف اقتفائي فِي الثَّنَاء عروضكم ... وقفر القوافي فِي مَا إِلَيْهِ وُصُول)

(وَكَيف اقتطافي زهر روض مديحكم ... وجسم انتحالي فِي القريض نحيل)

قَالَ فأجبته بقصيدة تَتَضَمَّن مَعْنَاهُمَا مطْلعهَا

(ترفق دليلي فالطريق طَوِيل ... وحادي ركاب الظاعنين مطيل)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015