(عَسى يقتفي من قد تخلف إثرهم ... وَيهْدِي بهم من للرشاد يمِيل)
(فطبع الموَالِي يكرمون نَزِيلهُمْ ... ويولونه الْإِحْسَان وَهُوَ نزيل)
(وَأَنِّي وَإِن كَانَ الطَّرِيق مجندلاً ... فلي بِاتِّبَاع السَّابِقين وُصُول)
وَذَلِكَ ضمن رِسَالَة مَشْهُورَة سميتها الذكاء المسكي فِي جَوَاب الْفَاضِل الْمَكِّيّ قَالَ وَأرْسلت لَهُ مَكْتُوبًا وَأَنا بالروم إِلَى مَكَّة مَعَ بعض الْحجَّاج عنونته ببيتين وهما
(لم أنس عهدي بكم وَالطير ساجعة ... وَالرَّوْض زاه وَربع الْحَيّ مأنوس)
(وَإِن بعدتم فَإِن الْقلب عنْدكُمْ ... والجسم بالروم دون الْعود مأيوس)
وَكَانَت وَفَاته خَامِس شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَألف بِالطَّائِف وَدفن بِقرب تربة ابْن عَبَّاس
عبد الْجواد بن نور الدّين الْبُرُلُّسِيّ الْمصْرِيّ خطيب جَامع الْأَزْهَر الإِمَام الْجَلِيل الَّذِي فَضله أعظم من أَن يذكر وَأشهر من أَن يشهر أَخذ عَن وَالِده وَبِه تخرج وبرع وتفنن فِي عُلُوم كَثِيرَة وانتفع بِهِ جمع وَكَانَ لَهُ وجاهة ونباهة ونظم الشّعْر الْفَائِق واشتغل بُرْهَة بعلوم الرَّقَائِق وَكَانَ خَطِيبًا مصقعاً وَمن لطيف شعره قَوْله من رِسَالَة
(أودى إِلَى أعتاب عزتك الْعليا ... سَلاما سعى بالودّ نحوكم سعيا)
(وأنهى إِلَى ذَاك الْوَجِيه مدائحاً ... وأدعية فِي أَزْهَر الْعلم والمحيا)
(وَأبْدى لَهُ وجدي وفرط تشوّقي ... رعى الله عهدا قد تقضى بِهِ رعيا)
(وأنشدكم بِاللَّه عطفا على فَتى ... لبعدكم لم يلف صبرا وَلَا عيا)
(فَأَنت وجيه الدّين غَايَة مقصدي ... لبعدك باشرت المتاعب والإعيا)
(بقيت لنفع النَّاس فِي خير موطن ... تعطر أرجاء الأباطح بالفتيا)
وَمن مدائحه قَوْله مهنئاً بعض قُضَاة مصر بإبلال من مرض
(يَا سيداً بفضله ... يرقى لهامات القمم)
(لَا زلت فِي عافيةٍ ... والضدّ فِي كل وغم)
(فِي صِحَة دائمةٍ ... يَا ذَا الْكَمَال والهمم)
(برؤك يَا كنز الْهدى ... بِهِ السرُور قد ألم)
(تَارِيخه مَعَ عجل ... بَرِئت من كل سقم)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته خَامِس عشري شهر رَمَضَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَألف بِمصْر والبرلسي بِضَم الْمُوَحدَة وَالرَّاء وَاللَّام مَعَ تشديدها نِسْبَة إِلَى البرلس ثغر عَظِيم