(فَمَا تطيقان رشد غاو ... بِمَا يلاقي وعارضاه)
(سبى حشاه وَالْعقل مِنْهُ ... عينا غزال وعارضاه)
(يَا جمع من صير التصابي ... فِي الْحسن عاراً بالعارضا هَوَاهُ)
وَمن شعر الفيومي قَوْله فِي الْغَزل
(حبيب لَهُ جسمي وقلبي رَاغِب ... ولي مِنْهُ هجر وَهُوَ للوصل رَاهِب)
(لَهُ من غرامي فِي فُؤَادِي أعين ... ولي من جفاه والتباعد حَاجِب)
(نزيل الحشا لم يرع مثوى بِهِ نشا ... وَكَيف انتشى والوجد للصب ناصب)
(وَلم طبعه لم يكْسب الْخَفْض بُرْهَة ... من الجفن والولهان للكسر كاسب)
(لَهُ فِي عيوني من رقيبي حارس ... وَمن خاطري خل وفيّ وَصَاحب)
وَله من فصل فِي
(غُضُون شكاية من الزَّمن ... قد كَانَ الْفضل فِي المراقي)
من نصل عُيُون الدَّهْر هُوَ الراقي والترقي فِي الْأَدَب بِهِ التوقي من النصب والوصب وكل هَذَا ذهب وانحصر الدَّوَاء فِي الْفضة وَالذَّهَب فالمفلحون فِي خبايا النُّقُود قعُود والمفلسون فِي زَوَايَا الخمول رقود فدع فضل الْعلم والحسب وَاسع أَن يكون لَك من المَال خير نشب فقد كَانَ الْأَدَب وَدِيعَة واسترد وَصَارَ الدِّرْهَم مرهماً ولبرء سَاعَة استعد وَمن هَذَا الْقَبِيل قَول زين الدّين بن الْجَزرِي من مقامة لَهُ قد كَانَ شراب الْأُصُول يداوي العليل والآن لَيْسَ فِي غير الديناء شِفَاء للغليل ألم تسمع أَن الدَّرَاهِم لجروح الْعَدَم مراهم وَقد استردّت الْأَيَّام ودائع المكارم والكرام يحسن فِي هَذَا الْمقَام قَول ابْن أبي الْفَتْح الإِمَام السلطاني
(أهل الْعُلُوم ذَهَبُوا ... وَلَيْسَ إِلَّا الذَّاهِب)
ولعَبْد الْبر وَهُوَ معنى مليح
(فكري وعقلي عنْدكُمْ وبكم ... قد صرت فِي شغل وَفِي سكر)
(فاعجب لمن كتبت أنامله ... خطا بِلَا عقل وَلَا فكر)
وَله
(قَالَ لي شخص رَأَيْت العجبا ... صدر الْجُهَّال فَوق الأدبا)
(قلت شَأْن الدَّهْر لَا يهوى فَتى ... فَاضلا حَاز الْهدى والأدبا)
(كَيفَ حَال الصب مَعَ حجاجهم ... حَيْثُ أرْضى عجمهم والعربا)
وَهَذَا الْمَعْنى مطروق من أشهره قَول عبد الرَّحِيم العباسي
(أرى الدَّهْر يمنح جَهَالَة ... فأعظم قدرا بِهِ الْجَاهِل)