(ودولاب روض كَانَ من قبل أغصنا ... تميس فَلَمَّا غيرتها يَد الدَّهْر)
(تذكر عهدا بالرياض فكله ... عُيُون على أَيَّام عهد الصِّبَا تجْرِي)
ولعَبْد الْبر فِي دولاب الْعِيد الَّذِي يَدُور بالأولاد
(إِنَّمَا الْولدَان فِي عيدهم ... من فَوق دولاب بهم دَارا)
(قد أدركوا الْعِشْق وأحواله ... فالعقل قد دَارا وَمَا دَارا)
وَله فِيهِ أَيْضا
(دولاب عيد دَار بالمنحنى ... لطلعة قامتها ناضرة)
(يروي لنا عَن فلك دائر ... وَالشَّمْس مَا زَالَت بِهِ دَائِرَة)
قَالَ وَلما وَردت بروسة وَرَأَيْت الْحمام الخلقي الَّذِي يُقَال لَهُ قبلجة وَهُوَ مَاء حَار يخرج من تَحت جبل عَال قلت
(وَمَاء لَهُ طبع الْحَرَارَة خلقَة ... من الْجَبَل الصلد الْعَظِيم لقد سلك)
(إِلَى كل حَوْض مستدير موسع ... ترَاهُ مدَار المَاء ملعبه السّمك)
(تَدور بِهِ الْولدَان طالعة وَقد ... تغيب كشأن النيرين من الْفلك)
وَقلت فِيهِ أَيْضا وَهُوَ معنى حسن
(وحوض كَبِير مستدير وماؤه ... حرارته بالطبع للبرد دافعه)
(أحاطت بِهِ الأقمار من كل جَانب ... وَمن أفقه شمس المحاسن طالعه)
وَمن لطائف شعره قَوْله فِي الْغَزل
(لي حبيب قد سالماه ... عذباً وطرفاه سالماه)
(فيا خليلاي عذر صب ... جواداً وَإِلَّا فسالماه)
(فالطرف هام من التَّجَافِي ... طول اللَّيَالِي قد سَالَ ماه)
(وَسَاكن الْقلب مذرآه ... يهيم بالوجد سَالَ مَا هُوَ)
الأول سَاءَ بِالْهَمْزَةِ مَقْصُور للشعر ولمى أَي الرِّيق فَاعل وإساءته مَنعه لوارده وَالثَّانِي مَاض وَالْألف للتثنية وَالثَّالِث أَمر لاثْنَيْنِ وَالرَّابِع من الإسالة وَالْمَاء قصر للضَّرُورَة وَالْخَامِس من السُّؤَال سهلت الْهمزَة ضَرُورَة وَمَا سُؤال على سَبِيل تجاهل الْعَارِف وَقد حذا فِي هَذَا حَذْو أَحْمد النَّسَفِيّ الْمَعْرُوف بقعود وَزَاد عَلَيْهِ بالتصريع وأبيات النَّسَفِيّ هِيَ هَذِه
(يَا صاحبيّ اتركا معنى ... أَو فاعذلاه وعارضاه)