(وصلنا السرى بالسير حَتَّى كانما ... من الوخد أَخْفَاف لَهَا ومتون)
(فرينا بهَا أَو داج كل مطوق ... من السحب مَمْنُوع الفناء حُصَيْن)
(جبال تمطت للعلى لَو رَأَيْتهَا ... لَقلت لَهَا بَين النُّجُوم دُيُون)
(أشابت نَوَاصِيهَا الثلوج فَمَا رقت ... لَهَا بعد فقدان الشَّبَاب عُيُون)
(وَيَا رب ليل ضل فِيهِ دليلنا ... فيهديه من نجل الحسام جبين)
(فَتى لَا ضلال بعد رُؤْيَة وَجهه ... وَلَا بارق الافضال مِنْهُ يَمِين)
(علاهُ رقى نسر السما بجناحه ... وَعرض بعيد الغايتين مصون)
(ورقة خلق رَاح يحسدها الصِّبَا ... فأضحى عليلا يَعْتَرِيه أَنِين)
(وبذل تذوب السحب مِنْهُ خجالة ... وبأس بِهِ يمضى القضا ويدين)
(وَعلم لَو ان النَّاس قَامَت بِبَعْضِه ... وهى الْجَهْل حَتَّى لَا يكَاد يبين)
(من الْقَوْم شادوا ذرْوَة الْبَأْس والندى ... لُيُوث لَهُم قصب اليراع عرين)
(هَنِيئًا حسام الدّين يَا خير ماجد ... بِهِ شيدت للمكرمات حصون)
(بِمقدم مولى قد هدت بقدومه ... قُلُوب وقرت للكرام عُيُون)
(أَنَاخَ بِأَرْض الرّوم أكْرم قادم ... لَهُ السعد خدن والعلا قرين)
(وَقد وفدت أخباره الغر قبله ... تطوق أَعْنَاق العلى وتزين)
(أَلا هَكَذَا فى الله من يَك سَعْيه ... تدين لَهُ أَيَّامه وتلين)
(فيا آل عُثْمَان تهنوا بِمَا جد ... يذب لكم عَن عرضكم ويصون)
(رغمتم بِهِ أنف الْعَدو وانما الزَّمَان بِهِ عَن غَيْركُمْ لضنين ... )
(أطلاب مسعاه هلموا أدلكم ... عَلَيْهِ فانى فى الْمقَال أَمِين)
(ضَعُوا يدكم فى جنح عنقاء مغرب ... وأرجلكم فى الرّيح فَهُوَ متين)
(وهام السهى فارقوا اذا حلقت بكم ... اليه فَمَا رمتم هُنَاكَ يكون)
(أجاذب ضبعى اذ قواى ضئيلة ... ومأمن روعى وَالزَّمَان خؤون)
(أما انه لولاك مَا فتقت بِنَا ... الى الرّوم رتق الراسيات ظعون)
(وَلَا كنت أدرى كَيفَ تكتسب العلى ... وَلَا كَيفَ صَعب الحادثات يهون)
(أقلت عثار الْحَال منى اذ همى ... على سَحَاب من علاك هتون)
(وانى لادرى ان فضل كَامِل ... لبانات طلاب الْكَمَال ضمين)
(ومالى بعد الله غَيْرك مسعد ... من النَّاس فى نيل المُرَاد معِين)