(وَكَأن أجياد الغصون كواعب ... أظهرن عقدا فى النحور منظما)
(لَا تسمع الآذان فى ارجائها ... الا هدير هزارها مترنما)
(وشربتها صهباء من يَد شادن ... فضحت محاسنه الغزار الانجما)
(نادمته والراح يعْطف عطفه ... كالغصن جاذبه النسيم فهيما)
(فهصرت قدا كالقضيب ومعطفا ... ولثمت خدا كالاقاح ومبسما)
(مهلا فلست بِمن تقود عنانه ... الا الصبابة منجدا أَو مُتَّهمًا)
(وأظن لى فى الدَّهْر حظا كامنا ... كالنار أودعت الزِّنَاد الابكما)
(مالى وللايام أبغى مِنْهَا ... والى جناب العزتى لى انتما)
(عَلامَة الثقلَيْن أفضل ماجد ... حلف الزَّمَان بِمثلِهِ لن ينعما)
(مولى اذا ظلم الزَّمَان فَمَا ترى ... الا الى عزماته متظلما)
(جارى الْمُلُوك الى مقامات العلى ... فتأخروا عَنهُ وَكَانَ مقدما)
(لَو مد راحنه لثغر مقبل ... أنف الثريا أَن تكون لَهَا فَمَا)
(أَو تنطق الدُّنْيَا بمدحة ماجد ... نطق الزَّمَان بمدحه وتكلما)
(دعواته تجلو الكروب وعزمه ... لَو يلتقيه الْمَوْت مَاتَ توهما)
(وَلَو استجار بِهِ النَّهَار من الدجى ... لم تبصر الاحداق شَيْئا مظلما)
(قد حكم الْمَعْرُوف فى أَمْوَاله ... والرعب فى أعدائه فتحكما)
(يعْطى الالوف سماحة متكتما ... والجود لَيْسَ بممكن أَن يكتما)
(وَمَتى تَخَيَّلت القرائح مدحه ... سبقت جوائزه القريض تكرما)
(متوقد كالبدر لَيْلَة تمه ... فاذا تحرّك للعطاء تبسما)
(ملئ الزَّمَان مهابة من عدله ... حَتَّى أَخَاف الظبى مِنْهُ الضيغما)
(وسرت لَهُ سير معطرة الربى ... فَكَأَنَّمَا كَانَت صبا متنسما)
(يَا من نلوذ من الزَّمَان بِبَابِهِ ... ونرى نداه لما نؤمل مغنما)
(مَاذَا نقُول سموت عَن أفهامنا ... حَتَّى اسْتَوَت فِيك الْبَريَّة أعجما)
(لله أنعمك الَّتِى من بَعْضهَا ... لم تبْق فى الدُّنْيَا فَقِيرا معدما)
(وخصا لَك الزهر الَّتِى لم يرضها ... أَن تجتلى قمم الْمَرَاتِب أنجما)
(ألبستنى نعما رَأَيْت بهَا الدجى ... صبحا وَكنت أرى صباحى مظلما)
(فَبَقيت يحسدنى الصّديق وَقبلهَا ... كَانَ الْعَدو يمر بى مترحما)